الثورة – فاتن دعبول:
من أجل الشهداء وعلى نهجهم اجتمع الشعراء، وفي الذكرى الثالثة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني ورفاقه كان الموعد في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، بالتعاون مع “حوزة هنري” الثقافية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على إيقاع المهرجان الشعري الذي حمل عنوان “سيبقى خالداً”، وأدار المهرجان د. إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، الذي بين في تقديمه للمهرجان الشعري، بأن الشهيد سليماني ليس فقط هو شهيد إيران وشهيد المقاومة، بل هو شهيد الإنسانية، فقد وضع نهجاً مقاوماً لا يمكن التراجع عنه حتى تحقيق النصر، ودحر الاستكبار الأمريكي والغربي والرجعي الذي استهدف غير دولة عربية وخصوصا سورية.
وبين بدوره أن الكتاب والشعراء والباحثين يشكلون قاعدة استراتيجية حقيقية لمحور المقاومة والانتصار لها في وجه التوحش الأمريكي والغربي الذي يستهدف هويتنا وتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا وحتى وجودنا، وهم يؤمنون بأن للكلمة فعل الرصاصة، فتسلحوا بها.
وتوقف أحمد طرفي وكيل “حوزة هنري” في الجمهورية العربية السورية في حديثه عند أهمية المهرجان الشعري الذي يضم شعراء من إيران وسورية وفلسطين في الذكرى الثالثة لاستشهاد قاسم سليماني ورفاقه، وهو إعلان لجميع الأعداء وخصوصاً الكيان الصهيوني بأننا أحياء نعمل في مجال الفن والثقافة والأدب جنباً إلى جنب مع إخواننا في الشأن السياسي والعسكري، لمحو الكيان الصهيوني الغاصب، وسنكون صفاً واحداً في محور المقاومة حتى تحرير المسجد الأقصى وكامل فلسطين.
وبدوره قام د. محمد الحوراني بتكريم مؤسسة هنري الثقافية بتقديم درع باسم اتحاد الكتاب العرب، كما كرم جميع المشاركين بالمهرجان الشعري، وفي الآن نفسه كُرم د. الحوراني من قبل مؤسسة هنري الثقافية لدوره اللافت في تفعيل دور المثقف في الدفاع عن قضايا الشعوب العادلة، وتجسيد دور المقاومة في النهوض بالمجتمع ومقاومة التوحش الأمريكي والغربي الذي يستهدف وجودنا وحضارتنا.
وافتتح الشاعر محمد حسن العلي المهرجان الشعري بقصيدته” في حضرة اللواء الشهيد قاسم سليماني” يجسد من خلالها مآثر الشهيد والعلاقات التي تربط الشعوب المقاومة، هذا إلى جانب البطولات والتضحيات الكبيرة التي تبذلها الشعوب من أجل التحرير والقضاء على الغزاة غير هيابين للموت، وبإيمان أن الجهاد ليس شعاراً بل هو قدر محتوم، يقول:
هذي مياديننا تاقت لقاسمها، تبكيه دمعاً ولكن الدموع دم
ساءلت عنه ربوع الشام فابتسمت، قالت: هو النور إما احلولكت ظلم
قالت إذا جاء نصر الله فاتحة، رأيت قاسم باسم الله ينتقم
يرتل الفجر أنغاماً له فرحاً، وتشرق الشمس في لقياه تبتسم
قد جاء ينصر دين الله محتسباً، من ينصر الله باق ليس ينهزم.
وفي قصيدته” أنا التي” تحدث الشاعر محمود حامد عن القدس ومكانتها في نفسه وهو الشاعر الفلسطيني المتيم بعشق فلسطين:
وأنا التي شمخت قبابي للسما، قدس الألوهة والنبوة والدما
فاصعد معي في الشاهدات، فإنها، قد شاءها قدر الدماء السلما
هي كل تاريخ العروبة، كلما، هزت به الوجدان فيه تكلما
وأشار لي باسم الملايين التي، حولي: ثقي يا قدس، ما هان الحمى.
وبدوره بين الشاعر ماجد عبد الحسين المنابي القادم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن سورية بلد المقاومة وقد تعلم من صمودها ومن شعرائها الكثير من قيم الصمود والنضال، يقول:
أنا فلسطين هذا الدم الخارطي، وهذه الأرض أشلائي ووجداني
وهذه القدس أنفاسي التي كبرت، معي وتبقى معي في عمري الفاني
وكم دعوت إذا ما الموت واعدني، أن ألتقيه ولكن دون جثماني.
أما الشاعر جليل الحزباوي “إيران” فقدم رسالته عبر قصيدته التي حملت عنوان “أسوة الحق سليماني”، يقول:
الحق أولى مدى الأيام عنواني، وأسوة في الملا يبقى سليماني
الحق أن تحميا أرضاً وعرضاً بلت، من كل طاع علا في ما بغى جاني
يا قاسم مظهر للحق أنت ومن، ساروا بركبكم عاشوا بوجداني
أعنى المقاومة من جهدها انتهلت، شم العرانين من قاص ومن داني.
وعبرت الشاعرة هيلانة عطا الله عن دور الشهيد قاسم سليماني بأنه شخصية فاصلة في تاريخ المنطقة، واستطاع مع رفاقه أن يفشل مخططات قوى الاستكبار العالمي، وقدمت قصيدة مطولة بعنوان” ينبت من دمنا الورد” نقتطف منها:
تعلو الأصوات تمور، وبريق يخترق الليلا ودم الأحرار يفور، في شريان الأرض الثكلى
وجماهير في كل مكان، من أين يجيء الطوفان؟ من أين تجيء الليلة ريح، تعصف بهزيع الألغاز تفك الرصد والسد
ينهار على شفة الجرح السد، أهو الحلم، يريني الشعب الواقف، بين الجزر وبين المد
كيف أفيق على جلل، جلد الروح بسوط البرد.
ويرى الشاعر عباس حيروقة في المهرجان فرصة للتعبير عن الوفاء للشهداء، والانتصار لقيم الخير والمحبة والعدالة، يقول في قصيدته” أنت الرسول”:
يا فيلق القدس المهيب ألا ترى، إنا ب” قاسم” والفرات نباهل
يا حاج قاسم إن أهلك مثلنا، نثروا الورود مع الورود سنابل
فاهنأ بنبض قلوبنا إني هنا، آت ورسمك في البصيرة ماثل
ونسمت روحاً إذ لقيتك هاهنا، أنت الرسول وللقلوب رسائل
ولأن الكلمة هي مرادف الرصاصة، يرى الشاعر رضوان قاسم بأن الجميع يقف في مواجهة العدوان الصهيوأمريكي، يقول في قصيدته” نشيد الرصاص”
إني خلقت إلى المعارك والردى، وجعلت من روحي الطريق معبداً
قلبي فراش في ربوعك موطني، لكن إذا جال العدو استأسدا
إن السلام مع العدو هزيمة، سلم السليماني سهم سددا
صوت الرصاص قصائد حين الوغى، فاصغوا السليماني ناراً أنشدا
لا تعرف العينان طعماً للكرى، لو حاول الأعداء مكراً أسودا.