الثـــــورة:
توصلت دراسة علمية إلى أن القرود – وليس البشر – صنعت مجموعات قديمة من الأدوات الحجرية في البرازيل حيث كشفت الحفريات في Pedra Furada، وهي مجموعة من 800 موقع أثري في ولاية بياوي بالبرازيل، عن شظايا حجرية يعتقد بأنها أمثلة لأدوات حجرية بسيطة. مصنوعة من أحجار الكوارتز، يبدو أن أقدم الأحجار يصل عمرها إلى 50000 عام، مما يجعلها من بين أقدم الأدلة على سكن الإنسان في نصف الكرة الغربي.
ومع ذلك، فإن الأدوات تحمل أيضاً تشابهاً مذهلاً مع الأدوات الحجرية التي تصنعها حالياً قرود الكبوشي في حديقة سيرا دا كابيفارا الوطنية في البرازيل.
حيث تمتلك القردة مقالع الصخور الخاصة بها، حيث تختار صخوراً كبيرة الحجم لاستخدامها كمطارق لكسر الصواميل فوق صخرة سندان أكبر حجماً ومسطحة. كما أن الصخور مفيدة أيضاً في تناول البذور والفواكه – بل إن القردة تلعق الغبار الناتج عن تحريك صخرتين معاً، ربما كوسيلة لإضافة المعادن إلى وجباتها الغذائية.
تساعد الأدوات الحجرية الكبوشيين في المهام الأخرى أيضاً، مثل الحفر. والإناث ترمي الحجارة على رفاقها المحتملين كطريقة لإظهار الاهتمام.
كل هذه العمليات يمكن أن تؤدي إلى تكسير الحجارة إلى قطع صغيرة متقشرة – والتي، كما وجدت الدراسة الجديدة، لا يمكن تمييزها عن بعض الأدوات الحجرية القديمة التي نحتها البشر الأوائل.
وأظهرت النتائج أن قرود الكبوشي شمال شرقي البرازيل قادرة على صنع واستخدام مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوات الحجرية.
وقال الباحث فيديريكو إل أجنولين: «تشير مراجعتنا للأدلة إلى أن المواقع القديمة في البرازيل تنتمي في الواقع إلى نتاج نشاط القرود».
ونظر الباحثون إلى الأبحاث والملاحظات السابقة لمجموعات قرود الكبوشي التي تظهر أنها تستخدم الحجارة الصغيرة كمطارق لكسر المكسرات والبذور.
وقال أجنولين: تُظهر دراستنا أن الأدوات المكتشفة لم تكن أكثر من نتاج قرود الكبوشي قبل حوالي 50000 عام من الوقت الحاضر. وأنها كانت تستخدم الحجارة الصغيرة كمطارق وصخور كبيرة مسطحة كسندان لكسر المكسرات المفتوحة وقرون البذور. و لا يوجد دليل يشير إلى وجود أثر للوجود البشري، مشيرين إلى عدم وجود مواقد أو آثار بقايا غذائية.
وتُظهر دراستنا أن الأدوات من Pedra Furada والمواقع الأخرى المجاورة في البرازيل لم تكن أكثر من نتاج قرود الكبوشي التي تكسر الجوز والصخور قبل حوالي 50000 عام.