تضجّ ساحاتنا وشوارعنا بلوحات طلابية تبعث على التفاؤل بالغد الأجمل، بدءاً من مشهد توجههم صباحاً إلى مدارسهم للتقدم للامتحان باندفاع وحماس، حيث التساؤل فيما بينهم عن توقع ما، والسؤال والاستفسارعن فكرة لا تزال غامضة في أذهان البعض وتذكر آخرين لعنوان غاب عن البال، إلى مشهد خروجهم من القاعة الامتحانية وتجمعهم أمام المدارس لتقييم الأسئلة، ومعرفة أين أخطؤوا وأين أصابوا،غير آبهين ببرد قارس ولازخات مطر، تنعش قلوبهم وتدغدغ أرواحهم، ولايقل جمالية
مشهد تلك الأم التي تنتظر ابنها بفارغ الصبر لتطمئن على وضعه الامتحاني، وبحب وحنان تجبر خاطره إن تعثر أو أخطأ و تعزز ثقته بنفسه بالتعلم من أخطائه وتشحن طاقته من أجل المثابرة في المواد الامتحانية التالية.
تنبض مدارسنا بالحياة والحيوية، إذ يخوض أبناؤنا الطلاب معارك النور والحياة بسلاح العلم والكلمة، يخطون حكاية أخرى للانتصار، والأوطان لاتبنى إلا بالعلم الذي يمتلكه أبناؤها ويحسنون الاستفادة منه في خدمة مجتمعهم.
أثبت طلابنا أنهم على قدر المسؤولية الوطنية، إذ نجحوا في تحصيل العلم والمعرفة رغم الحرب.. رغم ظروف معيشية قاهرة أبدعوا وتميزوا في المحافل الدولية، والجدير ذكره أن استمرار العملية التعليمية التربوية وضرورة توفير كل متطلباتها كان من أولويات عمل وزارة التربية، إذ لم تتوقف أبداً بالرغم من الحرب التي حاولت استهداف العقول لقلب الموازين وغرس جذور التخلف والجهل بديلاً عن العلم والمعرفة.