الثورة – وفاء فرج:
شجعت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الفلاحين على زراعة محصول الذرة الصفراء العلفية واستخدام أصناف مطورة ذات إنتاجية عالية من خلال تقديم التسهيلات الممكنة لهم لما لهذا المحصول من دور هام في تغذية الحيوانات كونها تحتوي على نسبة عالية من المواد النشوية والبروتينية والزيت وبالتالي تأمين الأعلاف اللازمة لتغطية حاجة الثروة الحيوانية في القطر وللتخفيف من استيراد المواد العلفية وبالتالي تخفيف جزء من أعباء التكاليف عن الفلاحين.
56 ألف هكتار ذرة
وفي هذا السياق بين مدير عام مؤسسة الأعلاف عبد الكريم شباط أن الأصناف المطورة التي استخدمت مؤخراً في زراعة محصول الذرة الصفراء أعطت نتائج جيدة حيث تراوح إنتاج الـ «دونم» الواحد بين ٨٠٠ – ١٢٠٠ كغ من مادة الذرة الحبية أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الإنتاج من الأصناف القديمة، وسجلت كميات المجموع الخضري ٢-٣ أطنان، لافتاً إلى أنه في هذا العام تمت زراعة مساحة ما يقارب ٥٦ ألف هكتار من الذرة نتج عنها ما يقارب الـ ٥٠٠ ألف طن من مادة الذرة الحبية التي تم استخدام الجزء الأكبر منها من قبل مربي الدواجن بشكل مباشر، وأشار إلى أن هذا الأمر وفر على الخزينة العامة ما يعادل ٢٠٠ مليون دولار، حيث إن مادة الذرة كانت تستورد بالعملة الصعبة إضافة إلى حدوث استقرار كبير في أسعارها خلال مرحلة الإنتاج وعزوف المستوردين عن الاستيراد بسبب توفر المادة بأسعار مقبولة وأقل من المستوردة إلا أن هذه الأسعار ارتفعت بعد مشارفة الموسم على الانتهاء وقلة الذرة المحلية في الأسواق ليصل سعر الطن الواحد إلى ٣ ملايين و٧٠٠ ألف ليرة.
.. و 500 ألف طن بقايا
وبين أن ذلك مؤشر كبير على أهمية هذا المحصول، وأضاف شباط أن زراعة مساحة ٥٦ ألف هكتار أدت أيضاً إلى تأمين كمية مليون و٥٠٠ ألف طن من بقايا المحاصيل (الذرة) التي تم استخدامها في تغذية قطيع الثروة الحيوانية، الأمر الذي كان له أثر إيجابي جداً في تأمين القسم الأعظم من حاجة قطيع الثروة الحيوانية من المادة الخضراء، وهناك دليل على ذلك أن أسعار مادة النخالة كانت مرتفعة في الأعوام الماضية وخلال هذه الفترة الصعبة من العام بينما أصبحت حالياً مقبولة وقريبة من أسعار المؤسسة.
وأوضح شباط أن هناك معوقاً بسيطاً يتمثل بتوفر المجففات حيث لا يمكن تخزين الذرة بعد الحصاد إلا بعد تجفيفها، منوها أن المؤسسة سعت لتأمين المجففات وتم الإعلان لعشرات المرات إلا أن الجزء الأكبر من قطع المجففات يتم استيرادها بالقطع الأجنبي وبالتالي عزوف كافة المستوردين عن التقدم لتأمين المجففات بسبب تغيرات سعر الصرف، مقترحاً تقديم كافة التسهيلات للقطاعين العام والخاص والإعفاءات من الرسوم والضرائب لتأمين المجففات كونها ستوفر على الخزينة العامة مئات الملايين من القطع الأجنبي خلال العام الواحد وأن المجففات ستعمل لعشرات السنين.
تكامل بين النباتي والحيواني
من جهته مدير الإنتاج الحيواني والنباتي في وزارة الزراعة الدكتور أسامة حمود بين أن محصول الذرة الصفراء من المحاصيل العلفية الهامة حيث يغطي في الـ «دونم» الواحد ما يقارب ٨٠٠ كغ إضافة إلى المجموع الخضري الذي يصل إلى ٣ أطنان ويحتوي على بروتين خام حوالي ٩% ودهن خام ٢،٢% ويدخل في جميع الخلطات العلفية لتسمين الأغنام والعجول والأبقار الحلوب وهو مهم بالخلطات العلفية في الدواجن، حيث تتراوح الكمية الداخلة في الخلطة من ٥٦٠ إلى ٦٥٠ حسب مرحلة التربية ويحتوي على مجموع الصبغيات المسؤولة عن ترسب اللون الأصفر في البيض.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي توجهت خلال العام الماضي إلى زراعة الذرة الصفراء وشجعت الفلاحين عليها نتيجة الصعوبات التي واجهت استيراد المادة العلفية بشكل عام والذرة الصفراء بشكل خاص نتيجة الارتفاع العالمي في الأسعار والحصار الاقتصادي على سورية، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية على اعتبار أن هاتين الدولتين تمثل صادراتها حوالي ٣٠% من الصادرات العالمية وما تبع ذلك من إغلاق للموانئ واحتكار بعض الشركات للمواد العلفية وارتفاع أجور الشحن البحري، حيث قامت الوزارة بتشكيل فريق فني وجالت على المحافظات التي تشكل الثقل الأكبر في زراعة الذرة الصفراء وهي: طرطوس (سهل عكار) وحماه (سهل الغاب) ومحافظة الرقة (منطقة السبخة) ودير الزور وحلب (دير حافر) وتم لقاء الفلاحين وفتح حوار للتعريف بأهمية الذرة الصفراء كمحصول علفي والممارسات المثالية لزراعة المحصول وأهمية التكامل مابين الإنتاج النباتي والحيواني والمواصفات القياسية للذرة الصفراء واشتراطات مؤسسة الأعلاف لاستلام محصول الذرة إضافة إلى عملية الإقراض ونتيجة كل هذه الورشات تم تفريغ ما طرح خلال هذه الورشات وقامت الوزارة بالتواصل مع الجهات المعنية لتأمين هذه المستلزمات وتم الاتفاق مع الفلاحين على أن يقوموا بتأمين هذه المستلزمات وفق الأسعار الرائجة وتقوم الوزارة بالشراء وفق هذه الأسعار بـ ٢ مليون ليرة للطن وهو سعر مجزٍ وأعلى من السعر العالمي في الدول المنتجة للذرة الصفراء.
وبين أنه كان هناك توسع بزراعة الذرة الأعوام السابقة وكانت كميات الإنتاج بين ٤٥٠ إلى ٥٠٠ ألف طن وهذه الكمية المنتجة تشكل بالأرقام حوالي ٥٨% من أعلى كمية تم استيرادها منذ عام ٢٠١٨ وحتى عام ٢٠٢٢ مشيراً إلى أنه في العام ٢٠١٩ تم استيراد حوالي ٧٦٦ ألف طن الذرة الصفراء.
يوفر 800مليار
مستشار اتحاد غرف الزراعة السورية والخبير في الإنتاج الحيواني المهندس عبد الرحمن قرنفلة أوضح أن الإنتاج الحالي من حبوب الذرة الصفراء ساهم بكسر جزئي لتأثير الحصار الاقتصادي على القطر حيث بلغ خلال العام الماضي نحو ٥٠٠ ألف طن وهو يوفر ما يقارب ٨٠٠ مليار ليرة من واردات الذرة، إضافة إلى توفر المادة بأسعار أقل من المستورد منها، لافتاً إلى أنه كان من الممكن تحقيق نتائج أفضل لو توفرت مجففات كافية لاستيعاب حجم الإنتاج.
ولفت إلى أهمية السعي للتوسع بزراعة الذرة البيضاء الخالية من التنين (مادة سامة توجد عادة بحبوب الذرة البيضاء) نظراً لإمكانية زراعتها بعلاً واحتياجها المائي القليل وصلاحيتها للاستخدام بتغذية طيور الدجاج بكفاءة عالية وتشجيع الفلاحين للتوسع بزراعة فول الصويا لتوفر إمكانية عصره محلياً واستخلاص الزيت منه وتوفير جزء من حاجة البلاد لكسبة فول الصويا.