لينا شلهوب:
بدأ أهالي بلدة عين الفيجة بمحافظة ريف دمشق يتوافدون إلى منازلهم المدمرة جراء الإرهاب الذي مارسته المجموعات التكفيرية خلال فترة الحرب على سورية، وتم تهجيرهم منها قسراً، ولكن بعد تحريرها من قبل الجيش العربي السوري أواخر عام 2016، صدر القانون رقم 1 لعام 2018 وبموجبه تمّ تقسيم عين الفيجة إلى حرمين: مباشر غير مباشر، و تم استملاك 1082 عقاراً في الحرم المباشر لنبع الفيجة وذلك لحماية النبع من التلوث، وبعد تأمين منظومة نبع الفيجة وإزالة التعديات والمخالفات من حرم النبع أصبحت الظروف مواتية لعودة الأهالي إلى منطقة الحرم غير المباشر، وهذا ما تسعى إليه البلدية بالتنسيق مع محافظة ريف دمشق والجهات المعنية الأخرى.
في 20 الشهر الماضي أقيمت احتفالية شعبية ورسمية في ساحة بلدة عين الفيجة إيذاناً بعودة الأهالي، والدخول إلى منازلهم، وتحديد آليات إعادة تأهيلها، حيث بدأت أعمال ترحيل الأنقاض من المنازل، كذلك بدأت تدخل الورشات الخدمية منذ ذلك اليوم لاستكمال الأعمال بغية عودة الأهالي.
النهوض بالبنى التحتية
رئيس مجلس بلدة عين الفيجة محمد شبلي، بين أن محافظة ريف دمشق بدأت بجميع مديرياتها بالتعاون مع الجهات المعنية بتأمين الخدمات بشتى السبل من أجل العودة، حيث بدأت الورشات الخدمية بالدخول إلى نبع الفيجة وتكثيف العمل للنهوض بالبنية التحتية، وتوفير الخدمات الضرورية للأهالي، وذلك بعد تحديد الاحتياجات اللازمة لعودتهم، مبيناً أن هذه العودة هي البداية، ولابدّ من تشارك الجميع لاستكمال جميع الأعمال الخدمية والزراعية والسياحية لتعود المنطقة إلى أفضل مما كانت عليه، مشيراً أنه تمّ وضع رؤية متكاملة باتجاه تأهيل البلدة والعمل على عودة الحياة إلى عين الفيجة التي كانت ومازالت رئة دمشق ومتنفس للسائحين، وذلك بتوجيهات من القيادة الحكيمة التي أكدت على ضرورة تقديم جميع التسهيلات والإجراءات لعودة ﻻئقة للأهالي، وفي هذا المضمار قام مجلس البلدة بالتركيزعلى الأمور التي تنهض بتأهيل البلدة وإعادة الحياة لها.
مدّ خطوط الكهرباء والمياه
في مجال الكهرباء، قامت الشركة العامة لكهرباء ريف دمشق بزرع اﻷعمدة واﻷبراج، ومد الخط المتوسط والمنخفض، كما قامت بتركيب واحدة من المحولات على هذه اﻷبراج لتغذية حيّين في عين الفيجة، كما قامت المؤسسة العامة لمياه الشرب بمتابعة الوضع لمعرفة أماكن التسريب التي حدثت في الشبكة، والتي دمرّتها العصابات الإرهابية، حيث تعمل المؤسسة على إعادة إصلاحها لتأمين المياه للمواطنين.
استبدال شبكة الصرف الصحي
أعدت المؤسسة العامة للصرف الصحي دراسة متكاملة تنص على استبدال شبكة الصرف الصحي القديمة بشبكة كتيمة.
أما في مجالي الزراعة والسياحة، أوضح شبلي أن مجلس البلدة يقوم بتنشيط هذين الواقعين، حيث تمّ التواصل مع مدير زراعة ريف دمشق لتأمين الغراس، وإعادة الغطاء اﻷخضر للبلدة، كما كانت عليه قبل الحرب الظالمة، وبدأ العديد من الأهالي ينفذون حملات تشجير.
ترميم مركز صحي.. ومدرسة
كما تمّ التواصل مع مدير تربية ريف دمشق، إذ أكد أنه سيتم ترميم المدرسة الثانوية للبنين، ولحظها بخطة العام الحالي، مع العمل على تسليمها لإحدى المنظمات من أجل الإسراع بترميمها، وفيما يتعلق بالمركز الصحي.. أبدت مديرية صحة ريف دمشق استعدادها لترميم المستوصف الوحيد في البلدة، بقيمة تقديرية وصلت مبدئياً إلى 156 مليون ليرة، وإدراجه بخطة عام 2023 لترميمه.
آليات لنقل الأهالي وعودتهم
بالتعاون مع مديرية النقل وإدارة المرور بالمحافظة، بين شبلي أنه تمّ تأمين 2 من السرافيس التي تنقل الأهالي من حاجز الرمال وبالعكس، وبشكل يومي، اﻷول ينطلق من الساعة 8 صباحاً ويعود عند الساعة الرابعة مساءً, الثاني ينطلق الساعة 9 والعودة تكون عند الساعة الخامسة مساءً.
والأهالي بالفعل دخلوا إلى منازلهم، وبدأوا ينفذون عدداً من الأعمال ومنها ترحيل اﻷنقاض الناتجة عن تنظيف بيوتهم إلى الشوارع، وخلال فترة ﻻ تتجاوز الـ 20 يوماً، بعدها ستقوم البلدية بترحيل الأنقاض إلى وادي بسيمة وهو مكب نظامي، وكمياتها تقدر بالأطنان، مشيراً إلى أن كلّ بيت يرحل تقريباً من 5 م3 إلى 10 م3 ، وبالتالي هناك ﻻ يقل عن 5000 م3 أنقاض بحاجة إلى ترحيل، لذا ﻻبدّ من التعاون بين المجلس والمجتمع المحلي للنهوض بالواقع.
كما بدأ أصحاب الشقق المتبقية في الحرم غير المباشر بالتقدم بطلبات ترميم منازلهم عن طريق إحالتها للمكتب الفني لكي يتم إدخال مواد البناء، وهناك 500 شقة تمّ تنظيفها، إضافة لذلك، بدأ عدد من الأهالي بتقديم رخص البناء ووصلت إلى 35 رخصة حتى الآن.
صعوبات.. تقف عائقاً
ونوه بأنه في ظلّ عدم توفر المشتقات النفطية، فإن الآليات الموجودة ﻻ يمكن أن تعمل كما هو مخطط لها للإسراع بالعمل، ناهيك عن وجود بعض المعوقات التي تحول أمام تنفيذ المهمة ومنها الأحوال الجوية، مشدداً على أنه رغم الظروف الخانقة، إلا أنها لن تثني عزيمة الأهالي عن متابعة تنظيف بيوتهم وتأهيلها، وتوافدهم اليومي إلى منازلهم المهدمة يعد إنجازاً، مؤكداً أنه مع حلول فصل الربيع سيتم الانطلاق بالعمل أكثر، حيث سنشهد تغيراً عمرانياً.
وتطرق إلى أن الأهالي على عجالة من أمرهم للعودة إلى مناطق استقرارهم جراء الإيجارات المرتفعة التي يتكبدوها وترهق كاهلهم في القرى المجاورة.
عين الفيجة.. أقدم بلدية
وعرج قائلاً: أقدم بلدية بالمنطقة كانت في عين الفيجة منذ خروج المستعمر الفرنسي، إذ كان فيها مخفر شرطة، ناحية، مركز هاتف، بلدية، محكمة، أحوال مدنية، طوارئ كهرباء، قسم لمياه الشرب.. فكانت البلدة أشبه بالمدينة أي مخدمة بكلّ المؤسسات، لهذا تسعى محافظة ريف دمشق مع الجهات المعنية لعودة جميع المؤسسات الخدمية إليها ، لافتاً إلى وجود مساع لإبرام اتفاق مع مستثمرين لإنشاء مبنى حكومي خدمي متكامل، وإحداث العديد من المؤسسات الخدمية فيه كالبلدية والمخفر، والناحية، والمحكمة، والنافذة الواحدة، وغيرها، وذلك في إطار إعادة إعمار البلد.
والأرض موجودة على عقار يتبع للبلدية، ومن المحتمل أن يتربع البناء الإنشائي للمبنى الخدمي على مساحة 700 م2.