الثورة – نيفين عيسى:
ظهرت خلال الفترة الأخيرة حاجة اجتماعية ملحّة لتفعيل مجموعة من العادات والسلوكيات التي تساهم بالتخفيف على مستوى المجتمع من الآثار السلبية للأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها العديد من المواطنين.
رولا الأحمد ربة منزل أوضحت أنها لجأت مؤخراً لسلوك تشاركي مع بعض قريباتها يتمثل بإعداد الطعام بشكل جماعي للتخفيف من التكاليف ، حيث تتقاسم مع عدة نساء نفقات إعداد وجبة مشتركة أسبوعيا وهو ما يخفف من التكاليف ويوفّر على الأسر إعداد وجبات فردية لكل عائلة، كما أنها شاركت بجمعية شهرية مع جاراتها قبل الشتاء لشراء أغطية (حرامات) تستفيد منها النساء بالتناوب.
حسين شعبان في سلك التدريس أفاد بأن الظروف المعيشية تفرض على الناس تغيير النمط الاستهلاكي التقليدي ، ووضع قائمة بالأولويات التي تشكل متطلباتٍ ضرورية ، وهو ما يساعد على إنفاق الدخل المحدود بطريقة مناسبة إلى حدٍ معيّن وتجنّب الاستدانة من الآخرين.
علي الخالد بيّن أنه يعمل في صالون حلاقة وأصبح بالفترة الماضية يعمل سائقا على سيارة أجرة لدعم مصدر دخله ، مشيراً إلى أن ظروف الحياة تتطلّب إيجاد الحلول وعدم التوقف عند الشكوى والتذمّر من صعوبة الوضع الاقتصادي ، كما أن هنالك حاجة كبيرة للتكافل الاجتماعي ضمن إطار الأقارب والجيران والبحث عن طرق جماعية لتقديم المساعدة لمحتاجيها.
المهندسة سعاد جابر ذكرت أنها تحرص على تعزيز الروح الإيجابية لدى أفراد أسرتها ، فالظروف الصعبة لن تتغيّر إلى الأفضل إذا كان الانسان يكتفي بطرح المشكلة ومناقشتها بشكل سلبي يائس ، وهو ما ينطبق من وجهة نظرها على المشكلات الاجتماعية التي تسعى للتعامل معها بطريقة واقعية ودون التوقف عند الجوانب المظلمة فيها ، إذ إن بعض الحلول تكون متاحة عبر التفكير الهادىء والبعيد عن ردود الأفعال غير المدروسة.
تبدو الظروف المعيشية وغيرها فُرصة وحافزاً للعمل الإيجابي ضمن إطار الأسرة ومحيطها ، لمواجهة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية بطرقٍ مُناسبة تضمن التكافل والتفكير الإيجابي في سبيل إيجاد الحلول وتجاوز الصعوبات قدر الإمكان.
