عندما يحقّق عمل إبداعي يُعنى بالشأن الثقافي أو الفنّي أو الدرامي نجاحاً غير مسبوق تفسير ذلك لكونه يحمل القيم الأصيلة ويذكّر الناس بالشهامة والمروءة ومعايير شرف الكلمة والوعد والحفاظ على ماتوارثته الإنسانية من مكارم الأخلاق قبل الأديان وبعدها…
هذا الإبداع نبحث عنه ونفتّش عمّن يتبناه ويصبح قضيته مع التأكيد على أنّ الإبداع مسؤولية الجميع منتجين ومتذوقين مخلصين للإبداع الحقيقي الذي يحمي الأسرة والمجتمعات…
بعد أن تهدّم مفهوم الأسرة في أوروبا وأميركا وبعد أن سجّل الغرب انتصارات ساحقة في الشذوذ الأخلاقي والجنسي أصبح يريد التسويق لكلّ ذلك وبدأ الضغط من هيئة الأمم على الدول العربية للتوقيع على اتفاقيات تنصّ فيما تنصّ على واجب الأبوين بتأمين حرية جنسية لأبنائهن وبناتهن خارج إطار الحياة الزوجية وحماية الشذوذ في كلّ عنوان ثقافي غربي.
يكفي أن نُذكّر بأن الغرب وأمريكا لم ينشغلوا بحالات الفقر والجوع والحاجات الإنسانية لأبسط حقوق العيش من أمان ومأكل ومشرب وماء وهواء وطبابة، وانشغلوا بالترويج لكلّ مايهدم مجتمعاتنا.
الأنماط الثقافية التي يقدّمها الغرب وأمريكا والسلوكيات تهدف جميعها لهدم وتدمير القيم ولاتأتي تلك الإبداعات عفو الخاطر وإنما مؤامرة وإنكار كلّ ذلك مؤامرة أكبر ويجب أن نؤمن أن هذا ليس من صنعنا وحدنا وإنما يُبذل في سبيله ملايين الدولارات.
مئة ليرة تكفي… نتبرّع بها من الوفرة من هدر الماء والطعام، ومن إنتاج نبتة صغيرة على شرفة منازلنا، ومن بيضة دجاجة في أريافنا، ومن إلغاء فنجان قهوة أو شاي أو كأس متة لمرة واحدة في العام، بمئة ليرة من كلّ فرد نصنع فرقاً في إنتاج إبداعنا ونحمي قيم وأخلاق مجتمعاتنا، أي مايقارب المئتي مليون في الشهر لصون ثقافتنا.