ثورة أون لاين :
غريب امر الولايات المتحدة الاميركية دولة المروق عن كل قانون وعن كل قاعدة وكل عرف اخلاقي يعرف ساستها انهم يقودون العالم نحو الهاوية ويعرفون انهم لايقولون الحقيقة في كل ما يفعلون ويتصرفون بل انهم يقلبونها راسا على عقب ومع ذلك يصرون انهم هم العالم الحر وهم من يقوده الى خلاصه ولكن ليس في بلادهم انما خارجها , الولايات المتحدة امة القطيعة مع كل الاعراف والقوانين الدولية وامة الخصم والحكم ولكن الى متى يستمر ذلك هل يبقى زمنا طويلا وهل تبقى رماح قوتها تحميها الى ما لانهاية اسئلة كثيرة لابد ان الاميركيين قبل غيرهم يطرحونها على انفسهم ولكن اذا ما طرحوها هم انفسهم ولاسيما اولئك الذين يعرفون ان قادة بادهم يقودنهم الى الهاوية ماذا يكون الجواب وكيف
هذا ما يمكن للقاريء ان يجده في كتاب وليم بلوم الدولة الشريرة اساءات السياسة الاميركية لشعوب العالم
والصادر بترجمته العربية عن دار الذاكرة في دمشق
يقول وليم بلوم ( لو كنت رئيسا لاوقفت في بضعة ايام الهجمات الارهابية ضد الولايات المتحدة نهائيا وذلك اولا بتقديم اعتذاري لكل الارامل والايتام والاشخاص الذين عذبوا والذين سقطوا في حالة من البؤس وللملايين من ضحايا الامبريالية الاميركية
وتاليا باعلاني في اقاصي الارض ان التدخلات الاميركية في العالم انتهت واعلامي اسرائيل باهنا لم تعد الولاية الواحدة والخمسين في الولايات المتحدة وانما هي من الان وصاعد بلد اجنبي وهو امر من الغريب قوله
ثم بتخفيضي الميزانية العسكرية بنسبة 90\0على الاقل واستعمالي الفائض في دفع تعويضات للضحايا وسيكون اثر ذلك اكثر مما يكفي فالميزانية العسكرية في سنة واحدة االبالغة 330مليار دولار تعادل اكثر من 18 الف دولار في للساعة الواحدة منذ ولادة يسوع المسيح هذا ما كنت افعله في الايام الثلاثة الاولى وفي اليوم الرابع كنت ساقتل )
اميركا بلد حر
في ثنايا الكتاب الهام جدا والذي لايمكن للقاريء ان يستعيض عن قراءته باي تلخيص او عرض نقف عند مجموعة هامة من الوقائع والدراسات والمعطيات التي يجب علينا ان نشير الى خطوطها العريضة وليس كلها لان ذلك يعني عرض الكتاب كله يقول بلوم يردد الاميركيون دائما انهم بلد الحرية وان اميركا حرة وهذه الفكرة رضعت من حليب الام وكم سمعنا من يرددها دائما وابدا ولكن ما هي الحقيقة ؟ اتلك التي نرددها ام تلك التي تخفى وراء سراديب الصناعة العسكرية والمجتمع العسكري وشكل ثنائية السجن – الصناعة المرتبطة هي نفسها بثنائية الامن –الشرطة واذا كانت هذه المقولة تتردد في الولايات المتحدة وخارجها ولكن ما هي الحقيقة داخلها لمن لا يعرف ولم يعش داخلها ؟ ثمة حقائق وقائع لابد من ذكرها لمن يرددون ان الولايات المتحدة بلد حر ونوجز بعضها وهي كثيرة كما يقدمها الباحث وهي كما اشرنا اساءات داخل اميركا نفسها ولسنا بصدد الحديث عما ارتكبته خارج اراضيها من جرائم ووقائع يندى لها جبين البشرية وهي تراها على انها ممارسة حرة وحق لها
وقائع للممارسة الحرية
– يمارس رجال الشرطة والحرس الوطني وحتى الجنود في كل الولايات المتحدة رقابة متواصلة باسم مكافحة المخدرات فهم يحلقون فوق المنازل بالمروحيات ويقيمون الحواجز ويستجوبون الناس ويتركونهم قيد الاعتقال ويرعبونهم
– يخضع الناس في مئات المدن الاميركية لقانو منع تجول ليلي كما يخضع بعضهم لقانون منع تجول نهاري
– ترفض وكالة الاستخبارات ومكتب التحقيق الفيدرالي ووكالات اتحادية اخرى الرد على طلبات اطلاع على وثائق تقدم بها محامون يحتاجون اليها للدفاع عن زبائنهم في المحاكمات
– يتعرض الذين يسافرون لبلدان لا تغرب السلطات الاميركية ان يسافروا اليها يتعرضون لاقسى انواع الازعاج والعقوبات
– تفتح وكالة الاستخبارات المركزية وتقرا البريد الوارد من البلدان والصادر اليها ويراقب مكتب التحقيقات الفدرالي بدقة مراسلات الاميركيين على الصعيدين القومي والدولي
– في ولايات الغربالاميركي توقف الشرطة الاتحادية وشرطة الحدود المشاة وراكبي السيارات بسبب سحنتهم ذات الاصول الاسبانية فقط وتطلب اليهم اثبات نظامية وضعهم كمقيمين في الولايات المتحدة
– تسجل الشركات الخاصة المحادثات الهاتفية والرسائل الصوتية لعمالها وتقرا ملفاتهم وبريدهم الالكتروني وتحصل على قائمة بالمواقع التي يطلعون عليها ويصور العاملون اثناء العمل ويراقبون حتى في الحمامات او في غرف تغيير الملابس بواسطة مرايا بلا قصدير او الات تصوير مخفية
– في المطارات يتم اعتقال الكثيرين لان مظهرهم ارهابي ويبقون اياما بلا سؤال او حتى مجرد اخذ الاسم
– يتم رفض توفير مسكن للاشخاص على اساس العرق واللون
– جوبهت الاقليات اللغوية بعداء متميز من قبل من يتكلمون الانكليزية
هذا في الويات المتحدة الاميركية فكيف خارجها هل نذكر بما فعلته بدءا من القاء اول قنبلة نووية في العالم على هيروشيما وناغازاكي ومن ثم حرب فيتنام وغيرها من تدخلات عسكرية في العالم ادت الى اجهاض ارواح مئات الملايين من الابرياء وليس اخرها الدعم غير المحدود للعصابات الارهابية في أي مكان من العالم
ان سرد اساءات السياسات الاميركية للعالم يجتاج كل يوم الى موسوعة جديدة بل ربما لو تم فرز مئات الموثقين يوميا لما استطاعوا ان يقوما باحصاء ما ترتكبه من فظائع بحق البشرية
الكتاب رحلة في عالم الولايات المتحدة ليس العالم الحر البريء ابدا انما العالم الاخر الصورة التي تسود لها الوجوه انها الة التضليل الاعلامي والفكري والاجتماعي وقد حان الوقت لكشف زيفها
اعداد : يمن سليمان عباس