الكتابة عمل انقلابي تبحث عن واقع آخر

الملحق الثقافي- محمد خالد الخضر:
الكتابة لابدّ أن تكون انعكاساً لما يراه الكاتب غير صحيح في الحياة الاجتماعية أو يجسد ما أعجبه ليستمر في الواقع ،وهذا كثيراً ما ينطبق على الشعر الذي من المفترض أن يكون أقصى درجات الانفعال الوجداني في السلب والإيجاب، فالشاعر دائماً يكتب ما تشتعل عاطفته لأجله وهذا ينطبق على الغزل والحرب والحياة بما فيها من أسس ومقومات إنسانية متباينة .
وأحيانا يكتب الشاعر لنفسه فقط وهذا ما يسقط من حياة المثقف وغير المثقف، وكثيراً ما سقط من شعر امريء القيس وأبي نواس والحطيئة لأنها لا تمثل سوى شخصياتهم ،وانطبق على بعض انفعالات شعراء العصر الحديث وما قدموه من غزل ومديح ووصف ولم ينج نزار قباني من ذلك ولا محمود درويش . . في الوقت الذي كانت بعض النصوص في روح المتلقي .
وهذا ينطبق على الأدب السردي كالقصة والرواية، فالأدب الذي يجسد حالات إنسانية ووطنية واجتماعية يرتفع مستواه ويستمر كما حصل لكتابات عبد الرحمن منيف وبعض كتابات عبد السلام العجيلي ومحمود موعد وغيرهم من كتاب العصر الحديث .
ولابدّ للنقد من التعامل مع هذه الأجناس بشكّل منهجي وعلمي وتطبيقي ليرفع من قيمة الأدب الحقيقي ،ليحقق استمراراً ثقافياً على مرور الزمن وغير ذلك يساهم في هبوط المستوى الأدبي والثقافي ،ولابدّ أن يكون البحث أيضاً في مساره الصحيح ومستواه الذي يحقق البنية التركيبة السليمة.
بهذا الشكل يكون الكاتب قد قدّم منجزه لخدمة المجتمع والإنسان وساهم ببناء ثقافي حقيقي ،واشتغل على تحسين مستواه بشكّل دائم لأن أي كاتب يكتب لنفسه فقط لا يخدم حضوره التاريخي ويجسد سوء التربية ويدعم المنظومة.
ومن هذا يجب أن نعرف أن الأديب بما يمتلك من أجناس أدبية وخاصة الشعر يكتب لأمر يخصه غالباً .. فهو يتأثر بواقع ما فيغلبه الانفعال الوجداني ، في حال كانت موهبته حاضرة فصاحب الوجدان يعم انفعاله خيراً وحباً بالخير والناس وغيره يذهب إلى نزواته المختلفة وهذا ينطبق بشكّل أو بآخرعلى الأدب بشكّل عام .
ولابدّ لنا أن ندرك أن العاشق يأتي غزله راقياً في حال كانت تربيته الثقافية إيجابية ، فيسكن نصه كلّ النفوس وغيره قد يثير انفعال أصحاب الحالات السلبية المشابهة، فيختلف عنترة عن امرئ القيس وتختلف نصوص نزار قباني وفق حالات يعيشها فهو لا يقف عند اتجاه معين .

العدد 1129 – 24-1-2023

آخر الأخبار
لنكن عوناً في استمرار نعمة المياه إعلان ترامب حول خفض الرسوم الجمركية على الصين.. تكتيك أم واقعية؟ تكريم كوادر مستشفى الجولان الوطني The Media line: حماية الأقليات أم ذريعة عسكرية".. إسرائيل تُعيد صياغة خطابها في سوريا هل ينجح ترامب في تهدئة التوترات بين تركيا وإسرائيل بشأن سوريا؟ "البرلماني العربي": مقر الاتحاد سيظل في دمشق اللاذقية.. تدريب الأطباء المقيمين لاختصاص الجراحة الفكية محلل اقتصادي لـ"الثورة": التسعير الإداري هو الحل إدانات عربية وإفريقية للهجمات في السودان: تهديد للمدنيين وللاستقرار الدولار يلاحق الأسعار من جديد..حبزة لـ"الثورة": وقعنا في فخ التهريب والاستيراد الأمم المتحدة ترفض خطة مساعدات إسرائيلية.. و"العفو الدولية" تدعو للمحاسبة "فاينانشال تايمز" تحذر من أخطار تصاعد الخطاب اليميني في بريطانيا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين الغارات الإسرائيلية على سوريا "مرور اللاذقية".. توزيع ورود وتنظيم مسير سيارات اللاذقية.. تعزيز الإجراءات الوقائية لمواجهة الحرائق درعا.. قطع كبل الاتصالات المغذي لحي السحاري عودة شركات النفط الأجنبية إلى سوريا بين الرغبة والعقوبات..طعمة لـ"الثورة": حصصها موجودة وأنصحها بالا... تحفيز طلاب الصنمين على التميز والإبداع الخبير فضلية لـ"الثورة": المصارف بأمان مهما ازدادت القروض المتعثرة الفاكهة الاستوائية بين الرفض والقبول.. و"الزراعة" تحذر من انتشارها