جولة أخرى من الجد والاجتهاد والمثابرة، يخوضها طلابنا لتحصيل العلم والمعرفة، فصل دراسي ثان هو فرصة لتدارك الأخطاء وتجاوز العثرات التي أدت إلى تدني النتائج الدراسية عند بعض الطلاب، حيث يشير التقويم التحصيلي للفصل الدراسي الأول إلى تقصير دراسي تتعدد أسبابه وليس مرتبطاً بالطالب نفسه، كما تعتقد بعض الأسر حيث لايعترفون بأنهم يتحملون جزءاً من المسؤولية في فشل أبنائهم الدراسي، وعادة مايصعب تقبل نتائجهم الدراسية غير المتوقعة، وليس المطلوب منهم التغاضي والتسامح وإنما التساؤل عن السبب والتعاون مع الأبناء أنفسهم ومحاورتهم لإيجاد الحل المناسب والمنطقي والذي يحفزهم لبذل مجهود أكبر وخلق الدافع للتميز والتفوق.
أن يفقد الأبناء حب الآباء المرهون بنتائجهم الدراسية ويغيرون من أسلوب تعاملهم معهم إذ يميلون إلى المبالغة في اللوم والنقد والتجريح والاستهزاء أمام الآخرين، خيار عقابي لايجدي إنما يحبط ويفقدهم الأمان العاطفي الذي هو أكثر أهمية وضرورة من الأمن الجسدي.
أبناؤنا الذين عاشوا يوميات الحرب وعانوا من تداعياتها، ويتعرضون لألوان الضغوط التي تحيط بهم إضافة إلى حالات نفسية انفعالية تتسم بالكآبة والإحساس بالضياع والخوف من المستقبل، مايتوجب علينا كآباء دعمهم في التعبير عن مشاعرهم وغضبهم وفي التنفيس عن ذاتهم وتنمية قدراتهم لمواجهة المصاعب والتعامل معها.
علينا أن نحبهم دون “إذا ولكن”.