كلّ هذه الوجوه.. وأكثر..!

 

في كتاب (بيوغرافيا الجوع) تجعل إميلي نوتومب من الجوع حالةً نفسية ومعنوية لأشياءٍ غير مادية نتوق إليها.. تذهب إلى أبعد من معناه الظاهري المكرّس للطعام فقط.

أما إليزابيث جيلبرت فذهبت إلى جعل كلّ من الطعام والحبّ أحد أبرز الأشياء التي تمنح المرء “التوازن” في كتابها (طعام، صلاة، حبّ).

ثمة ربطٌ، إن كان بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، ما بين الحاجة إلى الطعام والحاجة إلى الحبّ.

ربما تتوازن الحاجتان/المتعتان..

وربما تتكاملان بطريقةٍ ما..

فنجوع اشتهاء لممارسة ما نحبّ ونهوى.. ونجوع شهوة للقاء من نحبّ أو لتناول ما نشتهي..

أليس الآخرون عناصر غذائية/مغذية، معنوياً ونفسياً، ضمن يومياتنا..؟

من الممكن جداً تشبيه علاقتنا بمن حولنا تماماً بعلاقتنا بوجبات الطعام وأصناف الأكل.. إما أن نحبّ أو لا نحبّ وأحياناً نجبر على تناول شيء ما دون أن نستثيغه..

فالبعض نجده هكذا موجوداً في حياتنا سلفاً كطبق رئيسي لا يمكن الاستغناء عنه..

والبعض الآخر هو فعلاً وجبة أساسية لكن من المحتمل أن تكون مليئة بالدسم، وجوده قائم وزيادته ضارة..

وثمة أشخاصٌ يتواجدون كالطعام الحار، يمتلئ بالبهار، حضورهم لاسعٌ.. لاذع.. وحاد..

وآخرون يحضرون كطبق الخضروات والفاكهة.. منشّطون.. مفعمون بالحياة والطاقة تماماً كأنهم وجبة فيتامينات خالصة..

هناك صنفٌ يبدو كالوجبات السريعة تمنحك لذة لا تقاوم لكنها مليئة بالكربوهيدرات..

وآخرون يشبهون (السناك).. يحضرون بخفّة ورشاقة.. دون نسيان أن (السناك) يمكن أن يكون قطعة حلوى ومشروبات غازية.. أو قطعة فاكهة أو خضار.

“الحبّ” وحدَه، على رأس قائمة المشاعر، يمكن له أن يجعلك تستوعب حضور كل هذا الكم من أصناف الأشخاص/الأطباق من حولك..

وبذات الوقت وكما يتواجد كل هؤلاء بمختلف درجات تأثيرهم في حياتنا، نحن أيضاً نبدو ذات الشيء بالنسبة لهم..

نلعب الأدوار عينها.. فنبدو كالوجبة الرئيسية لأحدهم.. بينما نحن مجرد (سناك) بالنسبة لآخر.

نمتلئ طاقة وحيوية إلى جانب كلّ محبّ.. بينما يجعل حضورنا كلّ كارهٍ وحاسد حاراً ولاسعاً، هؤلاء يروننا كالوجبات مرتفعة الكربوهيدرات.

نحن كلّ هذه الوجوه وأكثر..

بعفوية كاملة نتقن ممارسة الشيء وضده..

نحن الطيبون والسيئون.. الخاذلون والمخذولون.. المحبّون والكارهون.. الصادقون والكاذبون.. المخلصون والخائنون.. الأنقياء والخبيثون..

كل هذا الخليط الآدمي، هو نحن.. الفرق فقط يكمن في النسبة..

ولا يعني ذلك أننا نتلوّن أو نتقنّع.. لكنها أدوار تُفرض بحسب القرب أو البعد.. وبحسب زاوية الرؤية التي تحدّد موقعنا بالنسبة للناظر إلينا.

 

 

 

آخر الأخبار
رفع الوعي والتمكين الاقتصادي.. لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي  انطلاق مؤتمر ريادة الأعمال العالمي في درعا.. وتأكيد على دور الشباب في التنمية وفد وزارة الإعلام السورية يشارك في انطلاق أعمال اللجنة الدائمة للإعلام العربي بالقاهرة مطار دمشق.. 90 ألف فرصة عمل تزرع الأمل في المجتمع السوري قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع أهالي الحميدية من صيانة خط ضخ المياه الرئيسي "موصياد" التركية تختتم برنامج الاستثمار والتعاون لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع سوريا الدورة الأولى لمهرجان ضاحية الشام.. حضور جيد وملاحظات على الأسعار والعروض الرئيس أحمد الشرع يستقبل وفداً من "الكونغرس" الأميركي في دمشق الطاقة البديلة تتقدم في سوريا.. ارتفاع أسعار الكهرباء يسرّع التحول قطاع الأقمشة يواجه تحديات جمركية ويطالب بحماية المنتج المحلي بطاقة 1.2 مليون طن.. معمل فوسفات حمص يستأنف الإنتاج بعد توقف 10 سنوات ارتفاع إصابات التهاب الكبد A بعدة محافظات.. والصحة تؤكد: الوضع تحت السيطرة توسعة معبر "نصيب- جابر".. اختبار حقيقي لتعافي التجارة السورية- الأردنية رغم تراجع الكلف.. مطاعم دمشق تحافظ على أسعارها المرتفعة وتكتفي بعروض "شكلية" رماد بركان إثيوبيا يعرقل حركة الطيران ويؤدي إلى إلغاء رحلات جوية الليرة تحت وطأة التثبيت الرسمي وضغوط السوق الموازية تحرك سريع يعالج تلوث المياه في كفرسوسة ويعيد الأمان المائي للسكان "اتفاقية تاريخية" لتطوير مطار دمشق.. رسائل الاستثمار والتحول الاقتصادي أردوغان يطرح التعاون مع كوريا الجنوبية لإعادة إعمار سوريا السيدة الأولى تمثل سوريا في قمة "وايز" 2025..  خطوة نحو تعزيز التعاون الدولي وتنمية التعليم