يسلط اعتراف وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو بأن بلاده دربت الجنود الأوكرانيين لفترة طويلة جداً وقبل “الحرب الأوكرانية” بأعوام طويلة، يسلط الضوء مجدداً عن حقيقة الوظائف والأدوار الخفية التي كانت ولا تزال تقوم بها الولايات المتحدة في أنحاء مختلفة من العالم، ولاسيما تلك التي تحاكي أطماعها وطموحاتها الاستعمارية.
تصريحات بومبيو لا تؤكد حقيقة تورط واشنطن في إشعال نيران الحرب منذ وقت مبكر في أوكرانيا فحسب، بل تؤكد مجدداً حقيقة تورطها في كل ما يجري في هذا العالم من خراب وإرهاب وأزمات، انطلاقاً من أن جوهر وجودها وبقائها كقوة مهيمنة ومتسلطة وناهبة لخيرات وثروات العالم، يرتكز ويقوم على إثارة الفتن والنزاعات والأزمات بين الدول أو في داخلها.
صحيح أن أميركا تدفع العالم اليوم إلى حافة الهاوية، خصوصاً بعد أن زجت في معركتها الخاسرة بكل شركائها وحلفائها وأتباعها والذين ليسوا في حقيقة الأمر إلا مجرد أدوات وبيادق تحركهم كيفما تشاء وكيفما تريد، لكنها بالمقابل ورغماً عن أنفها تسرع عجلة انهيارها كأكبر مشروع استعماري وتدميري لم تشهد البشرية مثيلا له من قبل.
ليس هذا فحسب، بل إنها بممارساتها وسياساتها الاستعمارية والتخريبية لمنظومات الدول ووحدة الشعوب، تحفز وتحرض الجميع على الذهاب بعيداً من أجل توحيد الطاقات والجهود لتسريع ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يقوم على التعددية واحترام سيادة الدول، وصون حريات وحقوق الشعوب التي انتهكتها ومثلت بها أبشع تمثيل خلال العقود الماضية، ومنذ نشأتها التي قامت على المجازر والمذابح بحق أصحاب الأرض الحقيقيين.