منذ ثلاثة عقود من الزمن وربما أكثر والإعلام السوري في مرمى الاتهامات سواء ممن في الداخل أو الخارج.. ولكل منهما أهدافه وآلياته وغاياته التي لا تخفى على أحد.
ومع كل هذا كان يمضي من نجاح الى آخر وحقق حين امتحن نجاحاً كبيراً لاسيما في مواجهة الحرب العدوانية الهجينة على سورية.. لقد استطاع باقتدار أن يواجه امبرطوريات إعلامية تنفق على برنامج واحد لديها اكثر مما ينفقه هو على مجموع برامجه خلال عام ربما..
لقد واجه وابتكر أساليب جديدة وظهرت الكفاآت العالمية..
وما إن تحقق النصر العسكري والميداني حتى بدأت موجة رماح جديدة من الداخل تطاله وبعنف ترميه بما فيه وما ليس فيه.. تأخذ منه معظم مقدراته وتطالبه بما لايخطر ببال…وكان السيد الرئيس بشار الأسد قد أكد خلال توجيهاته للحكومة على ضرورة إيلاء الإعلام الاهتمام الكبير والوصول إلى الناس من خلاله ولكن..
في المشهد اليوم ونحن بأمس الحاجة إلى كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي…يحتاج منا الوطن والمواطن إلى استنفار أكبر ورؤية أعمق رغم الظروف الصعبة فالظروف التي يعيشها الإعلام ليست أصعب من تلك التي عاناها سابقا.
ومن المفارقات المحزنة اننا اليوم نصب كل طاقاتنا فيما يسمى الإعلام الإلكتروني وهذا ضروري ومهم جدا وعلينا أن نواكب كل تطور تقني..
ولكن السؤال المر: من يتابع هذا الإعلام الإلكتروني الآن..؟ ليس لضعفه..لا. أبدا لكن لظروف موضوعية أولها: أن لا كهرباء لمتابعته أو متابعة التلفاز.. نصف ساعة كل ست ساعات يتخلل النصف عشر دقائق فصل… عليك خلالها أن تشحن هاتفك المحمول و…
يعني لا تكاد تشغل التلفاز حتى ينقطع التيار…؟ ولا شبكة اتصالات إنترنت تشبه الإنترنت.. بل هي أقرب إلى السلحفاة مع انها تحصل أعلى الرسوم ولكن بأسوأ الخدمات…..
والصحف الورقية غابت وتوقيت عودتها غير معروف..
فما العمل؟
ببساطة أجبر المواطن السوري على تحميل تطبيق اسمه وين هو الآن امبراطورية التواصل الحقيقية لكن من جهة واحدة..الكل ينكب عليه ربما يفتحه يومياً عشرات المرات..منتظراً دوره في الحصول على مخصصاته..
بكل جدية علينا أن نفكر كيف يمكن لنا أن نستخدم تطبيق وين كإعلام يصل إلى الجميع.. والكل مضطر إليه… دعونا ذات يوم إلى أن يتم ذلك من خلال سيريا تل أو ام ت ان.. ولكن..
يبدو الطرح صعب التطبيق.. لكن من استطاع تحويل كل شيء إلى رسائل.. لا يعجزه أن يطور الامر..ولو بتقديم رسالة يومية إخبارية مهمة..ومن ثم ليكن ما يكن..
تطبيق وين امبراطورية رسائل ننتظرها بحب أو مكرهين طبعاً في الداخل أما في الخارج فهذا أمر آخر..ليس حديثنا عنه…. لابد من أن تصل إلى مكان آخر..
تحية إلى إعلامنا وإعلاميينا أينما كانوا.