أصبح الإنترنت عالماً قائماً بذاته بما يحويه من محركات بحث ومواقع وصفحات متنوعة تلبي حاجات مستخدميه أينما كانوا على سطح المعمورة، وتصل شرق الأرض بمغربها بكبسة زر تسمح بالحصول على معلومات وخدمات مختلفة وإنجاز مشاريع عديدة.
عالم افتراضي متكامل لا ينفصل عن الواقع لأنه أصبح عصب الحياة، فكل شيء يعمل بالإنترنت، فهو يربط الجهات الحكومية والخدمية والخاصة والبنوك ومصارف وخدمات عقارية وإنجاز المعاملات بجميع أشكالها، وفي التعليم بجميع مستوياته.. فاستخدام الإنترنت ما هو إلا وسيلة لتوفير الوقت والجهد والمال.
وبذات الأهمية ينعكس ضعف شبكات الإنترنت أو انقطاعه المتكرر على جميع مناحي الحياة ويصبح عائقاً في توفير تلك الخدمات التي اعتمدت الإنترنت على توفيرها والوصول إليها بمختلف مسمياتها، كما أن تقنين الإنترنت قيد من كمية البيانات التي يمكن استخدامها، فضلاً عن تكلفتها الكبيرة، وكذلك الباقات المتوفرة على شرائح شبكات الهاتف المحمول فهي محدودة ومكلفة للغاية مقارنة بالدخل المادي للمواطنين.
وتأتي مسألة الانقطاع الطويل والمتكرر لخدمة الاتصالات والإنترنت، بالتقنين الكهربائي الطويل، حيث تتوافر الخدمة خلال وقت التغذية القصير، وتستمر لمدة قصيرة أخرى بعدها ثم تغيب حتى يأتي موعد الوصل القادم، حيث يعاني العديد من مستخدمي الإنترنت من هذه الخدمة، سواء أكانت بطيئة أم محدودة أم مكلفة الثمن، فقد تكون الانقطاعات ناتجة أيضاً عن الشبكة الهاتفية، أو عن البنية التحتية لمزود الخدمة، أو عن وصلة مزود الخدمة مع الإنترنت.
في وقت بات الكثير من المواطنين يدركون أنهم يدفعون فواتير خدمة لا يمتلكونها ولا يصلون حتى إلى الاتصال بالشابكة، بالرغم من وضع الشرائح التي تمت وفق دراسة مفصلة لواقع استخدام الإنترنت، ووضع عتبات للاستخدام على كل نوع من الاشتراكات، إلا أن ذلك لم يسهم بشكل إيجابي على جودة الخدمة للمشتركين مع وجود الانقطاعات المتكررة وسرعة بطيئة جداً في معظم الأوقات.. فلا بد من التطوير الشامل وإصلاح هذا القطاع الحيوي الذي يمس حياة المواطنين بمختلف أشكالها.