ثورة أون لاين – شعبان أحمد :
لم يستطع صديقي إخفاء لون وجهه «المصفر» من جاره «العريض» حتى وصل به الأمر إلى أن وجهه انقلب إلى «أحمر»..
سألته لماذا..؟!
قال مزمجراً: يا أخي أقول له الوضع العام غير مريح.. فيرد بدم بارد: هذا الوضع يناسبني..!!
أقول: الراتب لايكفيني، وضغط الحياة بات متضخماً.. فيرد: أنا الحمد لله راتبي يكفي ويزيد..!!
تصوَّر وصل الأمر إلى «البرّاد» إذ شكوت له أن برادي المنزلي صغير الحجم ولا قدرة لي على استبداله رغم «نق» زوجتي المستمر…
فيقول: أنا الحمد لله برادي كبير «ماركة» ولا يوجد من نوعه اثنان…!!!
كلام وشكوى وضغط صديقي لم أكن لأذكره أو أسوقه لولا الخلافات الكبيرة التي حصلت في إحدى القرى السياحية جداً التابعة لمحافظة طرطوس..!! إذ إن الجهة الغربية المدعومة جداً مستثناة من تقنين الكهرباء… بينما الحارة الشرقية وتوابعها يطبق عليها التقنين… فما أن ينقطع التيار الكهربائي حتى ينزل أهالي الحي الغربي إلى الساحة يتراقصون ويتباهون أمام جيرانهم من الحي الشرقي بمدى دعمهم وأنهم أولاد البطة البيضاء…!!!
المثير للنكاية أن الأمر لم يتوقف عند الكهرباء بل تعداه إلى تعبيد الطرقات والمياه …و… الهواء …!
ولأنني تعاطفت مع المتحدث «ولا أستطيع أن أفعل له شيئاً « انسحبت « هربت «من محله السياحي جداً وقررت أن أقصد البحر عسى هواه يروِّح شيئاً عن نفسي ..
فكان الازدحام والغلاء الفاحش.. وفوق ذلك الهواء الملوث المترافق بتلوث مياه البحر بالصرف الصحي…!!!
ضيقي تضاعف وهربت «هرعاً» إلى الجبل «هامساً» بيني وبين نفسي إن هواء الجبل أنظف وألطف…!!
فعلاً صدقت مشاعري في تخميني هذا إلا أن الصدمة كانت بسوء الطرقات إلى الأماكن السياحية.. وأن هذه الطرقات المؤدية إلى بعض المناطق السياحية مازالت «عذراء»من «الإسفلت» على عكس المدعومين الذين عبدوا طرقات كاملة فقط لأن هذا المدعوم عنده غرفة وحيدة ليس فيها سوى دجاجتين وحمامة..!!!