الثورة- ترجمة رشا غانم:
طوّر علماء من جامعة تامبيري في فنلندا روبوتاً على شكل جنية مقاسه 0.2 بوصة (4 مم) يستخدم طاقة الرياح والضوء للتحليق في الهواء، ويزن الروبوت الجوي الطائر المُقام على تجميع المواد المستجيبة للضوء 1.2ملليغرام فقط، مما يعني أنه يمكن أن تطير حتى بنسيم لطيف.
إنّه يشبه بذرة الهندباء، مع شعيرات فائقة الدقة تدق من جناحين يرفرفان بلطف عند تنشيطهما بالضوء، وبسبب المسافة بين شعيرات البابوس، يتم إنتاج حلقة دوامة من الهواء، أو حلقة دوامة أثناء طيرانها وزيادة سحبها، ويقوم هذا السحب بتثبيته عندما تهب الرياح، كما يتم إنشاء حلقة دوامة مماثلة في اتجاه المجرى بمجرد الطيران، ومع ذلك، عندما يضيء ضوء على الروبوت، يمكن أن يتسبب ذلك في تكشفه أو طي أجنحته، مما يغير شكل الدوامة، ويمكن استخدام هذه الخاصية للتحكم في إقلاعه وهبوطه.
ومن جهته، قال الباحث هاو زينج:” تفوق هذه البذرة الاصطناعية نظيراتها الطبيعية، فهي مجهزة بمشغل ناعم”، المشغل هو جهاز يحول مدخلات الطاقة، مثل الضوء أو الكهرباء، إلى طاقة حركية”، مضيفاً:” المشغل مصنوع من بلورة مرنة سائلة تستجيب للضوء، مما يؤدي إلى فتح أو إغلاق أعمال الشعيرات عند إثارة الضوء المرئي”.
يُذكر أنّه في السنوات الأخيرة، ابتكرت العديد من المجموعات البحثية في جميع أنحاء العالم روبوتات مصغرة من البوليمرات الناعمة التي تستجيب للمحفزات الخارجية، وتشمل هذه سمكة السباحة، وروبوتات توصيل الأدوية، والنحل والذباب الطائر، وكلها تتحرك بعد تسليطها بالضوء، وتأسس مجال الروبوتات اللينة على فكرة استخدام مواد أكثر مرونة لمحاولة صنع روبوتات على غرار الأشكال الطبيعية، هذا من شأنه أن يجعلهم أكثر ديناميكية وأكثر قدرة على التحرك في مجموعة متنوعة من التضاريس.
وبالنسبة لهذه الدراسة، نظر المهندسون إلى ساعة الهندباء المتواضعة للحصول على إلهام لروبوت طائر جديد، حيث تزن “فيري” أو الجنية 1.2ملليغرام فقط وهي مسامية للغاية، مما يعني أنه يمكن رفعها بواسطة عاصفة من الرياح وتطفو بسهولة، وتسمح حلقة الدوامة التي تنتجها بالسفر لمسافات طويلة باستخدام الرياح فقط.
ووضّح د.زينج:” يمكن تشغيل الجنية والتحكم فيها بواسطة مصدر ضوئي، مثل شعاع الليزر، ويحول مشغله طاقة الضوء إلى طاقة حركية، ويحرك أجنحة الروبوت ويمكنه من تغيير الاتجاه أثناء الطيران أو التحكم في إقلاعه عند الهبوط”.
هذا ويأمل الباحثون الآن في تحسين حساسية الروبوت حتى يمكن تشغيله بأشعة الشمس، كما أنهم سيزيدون حجمها إلى حوالي 4 بوصات (10 سم) بحيث يمكن استخدامها لحمل الأجهزة الالكترونية الدقيقة، مثل أجهزة استقبال جي بي إس، أو المركبات الكيميائية، ويمكن للروبوت أن يعمل يوماً ما كبذور هندباء اصطناعية، محملة بحبوب اللقاح وتوجهها نحو النباتات التي تحتاجها.
وختم د.زينج:” يبدو الأمر وكأنه خيال علمي، لكن تجارب إثبات المفهوم المتضمنة في بحثنا ترجح أن الروبوت الذي طورناه يوفر خطوة مهمة نحو تطبيقات واقعية مناسبة للتلقيح الاصطناعي، وسيكون لهذا تأثير كبير على الزراعة على مستوى العالم لأن فقدان الملقحات بسبب الاحتباس الحراري أصبح تهديداً خطيراً للتنوع البيولوجي وإنتاج الغذاء”.
المصدر: ديلي ميل
السابق
التالي