الثورة – أيدا المولي:
بتاريخ 6 شباط من عام 2023 وفي تمام الساعة الرابعة و 17 دقيقة صباحاً في هذا التوقيت المرعب زلزلت الأرض تحت ساكنيها في بعض مناطق سورية ليرتفع عدد الضحايا إلى المئات والآلاف مابين شهداء ومصابين ومفقودين
وبعد: أزهق الزلزال أرواح الآف الضحايا البشرية من دون أن يستطيع أي إنسان كشف تلك اللحظات المرعبة في تاريخ البشرية وأبدى العالم بغالبيته وقفته التضامنية مع ضحايا الكارثة الطبيعة -التي لايستطيع أحد ردها- آلاف المشاهد نقلتها وسائل الإعلام من صور الأطفال الذين خرجوا من تحت الأنقاض أحياء ونقلت المشاهد الأكثر قسوة وإيلاماً والضحايا الذين أزهقت أرواحهم تحت ركام المباني القديمة والحديثة.
هزت الأرض وتأرجحت بنا في منطقة سلمية التابعة لمحافظة حماة التي تبعد عنها 30 كيلو متراً وحصلت بعض الأضرار وأثارت الهزة الارتدادية الذعر بين السكان كباقي المناطق الأخرى لكننا وبعد انتهاء الهزة بتنا جميعاً نترقب الوضع الذي آل إليه أخوتنا وأهلنا في بقية المناطق في حلب وحماه واللاذقية وطرطوس، حيث بكت الأمهات على وضع أبنائهن الذين يقدمون امتحاناتهم في هذا الوقت والذين يقعون ضمن دائرة الخطر..
لكن السؤال كيف تعاضد المجتمع المحلي مع هذا الهلع وقد أخذت مثالاً لمنطقة سلمية لأنني كنت أتابع مايجري عن كثب.
تكافل الواجب
بعد ساعات من وقوع الكارثة في حلب واللاذقية أعلنت شركات النقل في سلمية عن تسيير رحلات إضافية مجانية لطلاب حلب واللاذقية وطرطوس والراغبين بالعودة إلى السلمية كون وضعها آمن، إضافة إلى تقديم أحد السائقين الذين يملكون شاحنة عن استعداده للنقل المجاني لكلّ من تقطعت بهم السبل، وكان آخر بولمان يصل من حلب في تمام الواحدة ليلاً.
ومبادرة أطلقها شباب من مدينة سلمية أسمت نفسها -فزعة رعيان العوجا- تم تأسيسها بعد الكارثة المأساوية في سورية حيث دعت المجموعة المكونة من400 شاب إلى الانضمام لنجدة الأهالي في المناطق المنكوبة ودعت المجموعة الأهالي المنكوبين ببيوتهم ومنازلهم إلى اللجوء إلى منازل السكان في السلمية ودعوة الأهالي للتبرع بأي شكل من الأشكال التي يرونها مناسبة لايصالها إلى أهالينا في المناطق المنكوبة.
وبالنسبة للجمعيات الأهلية وضعت جمعية العاديات وفريق خطوة التطوعي قاعات الجمعية تحت تصرف الجهات المعنية لاستخدامها كمراكز إيواء للمتضررين من المصاب الذي أصاب بلدنا الحبيب.
