سورية الجرح النازف والزلزال العنيف الذي زلزل الناس وخلّف مئات الضحايا والمجروحين والمكلومين والمهجّرين، أطفالاً ونساء ورجالاً راضين قانعين بالإرادة الإلهية، وآثار تلك الكارثة يطوي فصولها السوريون والمتضامنون معهم.
منذ اللحظات الأولى للكارثة الإنسانية التي ألّمت بمناطق حلب واللاذقية وحماة أكثر المناطق تضرراً بالزلزال استنفرت الجهات الحكومية والأهلية لإغاثة وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض لأبنية طابقية تجاوزت العشرة في بعضها وبإمكانات وآليات بسيطة فرضتها الحرب والحصار الجائر الذي يحرم الشعب السوري من أبسط الإمكانيات الصحية الطبية واللوجستية لإدارة الكوارث والتي كانت من الممكن أن تنقذ الكثيرين من السوريين…
ليست روايات أو أساطير تلك الأحداث التي تمرّ فيها سورية، إنها حقيقة ياسكان الأرض ولكن لشدّة أهوالها بقيت عصيّة على العقول والقلوب، فمأساتنا تزداد يوماً بعد يوم بفعل جرائم الإنسانية التي تحرم شعبنا من حقوقه في العيش والاستعداد لتجاوز الكوارث والمحن…
سورية المنكوبة اليوم ليس بفعل الزلزال والموقع المتوضّع على صدع منذ قرنين من الزمن فقط وإنما بفعل تمزيق الوطن وتدمير بناه بحروب إرهاب العالم، فبات الضرر أكبر وباتت آلام السوريين أكثر، فالضحايا بقيت تحت الأنقاض عشرات الساعات لأن أمريكا وأوروبا حرمت السوريين من اقتناء معدات إنقاذ ومواد طبية صحية بفعل الحصار الجائر لسنوات طوال…
تعاطفت بعض الدول الصديقة والشقيقة وساهمت في الإغاثة للشعب السوري الذي التف حول بعضه بعضاً أيضاً كعادته في الملمات، لكن الإغاثة تلك غير كافية فالصدع الزلزالي ليس هادئاً بالكامل وحجم الكارثة والمناطق المنكوبة لا يتناسب مع مقدرات الدولة السورية فسورية تنزف والأمل بتجاوز الكارثة بهمة السوريين ومساندة الأصدقاء والأشقاء.