فؤاد مسعد :
«لما شفت كمية الإنسانية والتعاطف والتكاتف بين كل السوريين بالخارج والداخل زاد إيماني أنو راجعين والضفر ما بيطلع من اللحم»، عبارة خطها الفنان والمخرج عارف الطويل على صفحته في الفيسبوك منذ اليوم الأول لحدوث الزلزال الذي أصاب سورية، وإن كان يتابع حالياً إخراج مسلسله في سلطنة عُمان إلا أن قلبه هنا في بلده، وشكّلت صفحته على الفيسبوك منارة لنشر المبادرات والتبرعات لتصل إلى أوسع نطاق ممكن، حول روح التكاتف التي ظهرت في أعمق صورها بين السوريين، يقول:
وقوع الزلزال بعد 12 سنة من حرب متواصلة ضاعف آثاره المدّمرة، وإن كان ذلك يدعو للتشاؤم إلا أننا شهدنا على أرض الواقع لهفة السوريين جميعهم داخل البلد وخارجه وتكاتفهم وتعاونهم على الإغاثة والتطوع والتبرع، وكشفت هذه المشاهد المعدن الأصيل للسوري، فرغم الزلزال ستنهض سورية بهمة أبنائها، ولكن ينبغي التنبه وعدم الانسياق وراء من لن يعجبه هذا التكاتف وسيحاول استغلال الظروف لبث روح التشاؤم والسلبية والانتقاص من هذه الإيجابية، فما حدث ينبغي أن يشكل فرصة لنركز انظارنا نحو غدٍ أفضل.
ويؤكد أن ما رأيناه من سرعة تنظيم الشباب والصبايا أنفسهم للقيام بأعمال الإغاثة، يبث الأمل في النفوس رغم حجم الكارثة، يقول: لقد لفتني العطاء والكرم فالجميع بذل ما يستطيع على اختلاف مستواه المادي، وبرأي أن من قال كلمة طيبة فقط أعطى، وهذه المشاهد لم أتفاجأ بها لأنني أعرف عائلتي السورية، ولكن الجميع في البلاد العربية اليوم يحكي عن مشهد التفاف السوريين حول بعضهم البعض، مما شجع على المساهمة والمساعدة بشكل أكبر.