في سورية لم تخب نار حاتم الطائي، تلك القصة التاريخية ذات المغزى والمعنى الكبيرين، فهي موقدة في كل بيت اليوم مازال أهله على قيد البقاء، لهيبها لاينطفىء باستمرار، لتدفىء صقيعاً، وتطعم جائعاً، وترشد تائهاً، وتنقذ متعثراً
الصورة الجامعة لوحدة المجتمع والشعب السوري ومصيره المتآزر خذل أمنيات ورغبات أصحاب المشروع الذين قضوا وقتاً طويلاً في مخابرهم السرية والعلنية لبرمجة تقسيم الجغرافية الوطنية واللعب على أوتار الفتة والطائفية وحتى الأثنية والقبلية، وبذلوا أقصى ما يملكون بهدف تعميره وتوظيفه وفق أجندة مصطلحات مزيفة، ظاهرها خائن وباطنها غدار.
ربما ترتعش الكلمات وتتلعثم الحروف إذا ما اقتربت ولامست شغاف قلوب السوريين الذين أدمتهم وقع الفاجعة الكارثة لكنها وبنفس الوقت أخرجت مابداخلهم من نفائس عظيمة وكبيرة، لقيم وأخلاق ومروءة، نثروها قولاً وفعلاً واطلقوها من جميع نوافذ الوطن لتشكل لوحة من صبر ودعاء، وأخرى من أمل ورجاء، حيث التعاون والمحبة والسعي الذي لامثيل له في بلمسة الجراح وإغاثة الملهوف.
فعن أي طاقة إيجابية نتحدث وعن أي أصالة حقيقية تسرد قصتها وهي التي أبعدت بسلوك أبنائها أفعال قليلي الأصل ممن أجحفوا وجحدوا بحق البلد والشعب.
سورية كانت ومازالت وستبقى أيقونة الإخاء حيث مزقت خريطة الوهم المدجنة مراراً، وطعمت خلايا الشوك بحرير الإخضرار.
سوريون في كل عمق ومجال خطوا بصماتهم بأياد حرة رحيمة ورسموا الصورة الأبهى من قلب الوجع، فكان المشهد خريطة وطن بلا شروخ.
الرحمة لكل من غادرنا قهراً والعافية للجراح المثخنة، وطاف الخير على بلد السلام.