حين يتنبأ الأدب

الملحق الثقافي- مها محفوض محمد:
ريمون آرون فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي، ولد 14 آذار سنة 1905 في مدينة باريس وتوفي سنة 1983. ركز في فكره على نفي ما هو خارج الوجود المادي وما يقع خارج نطاق الخبرة والمعرفة، واهتم كذلك بالمجتمع الصناعي الحديث ورأى أن العامل الأساسي في حركة المجتمعات ليس هو الصراع الطبقي فحسب، بل هناك صراع النظم السياسية الذي رأى أن تأثيره أعظم بكثير من الصراع الطبقي. كما تطرّق كذلك في كتاباته إلى العلاقات الدولية والتناقضات الفلسفية والنواقص في الديمقراطية الغربية.
درس في المدرسة العليا للأساتذة حيث التقى جان بول سارتر الذي أصبح صديقه ومنافسه الفكري طوال حياته. كان إنساناً عقلانياً وقائداً بين أولئك الذين لم يعتنقوا الوجودية. احتل آرون المركز الأول في امتحان درجة الأستاذية الفرنسية في الفلسفة عام 1928، وهو العام الذي فشل فيه سارتر في الامتحان نفسه. حصل في عام 1930 على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من المدرسة العليا للأساتذة.
درّس الفلسفة الاجتماعية في جامعة تولوز لبضعة أسابيع فقط ثم، بدأت الحرب العالمية الثانية فانضم إلى القوات الجوية الفرنسية. غادر إلى لندن عندما هُزمت فرنسا للانضمام إلى قوات فرنسا الحرة، والعمل في تحرير صحيفة فرانس ليبري (فرنسا الحرة).
عاد آرون إلى باريس بعد انتهاء الحرب لتدريس علم الاجتماع في المدرسة الوطنية للإدارة ومعهد الدراسات السياسية. عمل كمدرس في جامعة السوربون منذ عام 1955 وحتى عام 1968، وفي كوليج دو فرانس بعد عام 1970 وكذلك في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية (إي إتش إي إس إس). أصبح في عام 1953 صديقاً مقرباً للفيلسوف الأميركي الشاب آلان بلوم، الذي كان مدرساً في جامعة السوربون.
عمل آرون كصحفي طوال حياته، وأصبح في عام 1947 كاتب عمود مؤثر في صحيفة لوفيغارو، وهو المنصب الذي شغله لمدة ثلاثين عاماً حتى انضم إلى مجلة ليكسبرس، حيث كتب عموداً سياسياً حتى وفاته.
انتُخب عضواً فخرياً أجنبياً في الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم عام 1960.
أسس في عام 1978 كومونتير، وهي مجلة فصلية للأفكار والمناظرات، بالاشتراك مع جان كلود كازانوفا الي كان المدير المؤسس للمشروع.توفي آرون في باريس في 17 تشرين أول عام 1983 إثر نوبة قلبية.
مذكرات
يوم ظهرت مذكراته أول مرة -كان ذلك قبل وفاته بأشهر عام1983-أثارت ضجة في الأوساط الثقافية ولاقت نجاحاً كبيراً وتعليقات كثيرة في الصحافة الفرنسية.
وكثيراً ما يعاد نشر مذكراته مع إضافة ثلاثة فصول كانت قد حذفت منها.
الفيلسوف وعالم الاجتماع ريمون آرون الذي بذل قصارى جهده ليعيد الشعر الايديولوجي الى نثر الواقع ،هو أحد أنداد سارتر لكنه لم يعرف الشهرة الكبرى خلال حياته كما عرفها سارتر ،آرون كان منظراً ليبرالياً وسارتر فيلسوفاً يسارياً .في جميع مؤلفاته يتحدث آرون عن الالتزام بالحرية لمواجهة الديكتاتورية وهو يرجح العقل في مواجهة العنف،ويرفض أي نوع من الحتمية يقول:إن مجتمعات الحوار هي الرهان بالنسبة للانسانية» .
يركز آرون على المجتمع الصناعي ويعتبر أن حركة هذا المجتمع ليست صراعاً طبقياً إنما هي صراع بين نظمه السياسية واذا كان آرون قد دافع عن الليبرالية فهو يحذر من انحرافات المجتمع الصناعي إذ يقول: إن المجتمعات الصناعية هي واحدة سواء كانت اشتراكية أم رأسمالية وتأتي أعمال آرون لتذكر أنّ هناك اراء ومواقف تنتقد أعمال سارتر وطروحاته.
ولد ريمون ارون عام 1905 والتقى سارتر عام 1924 في مدرسة المعلمين العليا ،في عام 1930 ذهب الى المانيا ليخصب أعماله بأفكار العالم الالماني ماكس فيبر ويتخلى عن علم اجتماع دوركهايم (مؤسس مدرسة علم الاجتماع الفرنسي)وبعدها بقليل يرد الاعتبار لفكر مونتيسكيو شبه المنسي في ذلك الوقت أيضا لفكر توكفيل .
في عام 1938 يقدم بحثه للدكتوراة بعنوان :«مدخل الى فلسفة التاريخ» وتأتي مؤلفاته الكثيرة فيما بعد لتؤرخ القرن العشرين قرن الحربين العالميتين والايديولوجيات، من أهم مؤلفاته «الديموقراطية والتوتاليتاريا» ، «السلام والحرب بين الامم»، «الثورة الضائعة»، «المشاهد الملتزم»، «فجر التاريخ الكوني»……ومن أهم كتبه «أفيون المثقفين»،و«والتطور العلمي» الذي لايزال النقاد يهتمون به ويعتبرونه من المواضيع الساخنة.
عمل استاذاً في جامعة السوربون ومن ثم دخل كوليج دو فرانس .شارك مع سارتر وسيمون دوبوفوار وأندريه مالرو في إصدار مجلة «الأزمنة الحديثة» وكان ذلك بعد عودته من لندن حيث انضم إلى الجنرال ديغول وقت إطلاق نداء فرنسا الحرة من لندن .بعدها عمل آرون في مهنة الصحافة كاتب افتتاحية صحيفة الفيغارو لمدة ثلاثين عاماً إلى جانب عمله التدريسي في الجامعة وكان في كلّ عمل له إبداعه لم يخلط يوماً بين الاثنين .
في تلك المرحلة عانى آرون من عزلة حيث كان الماركسيون الرسميون ورفاق درب المادية التاريخية ينهلون من كتابه « أفيون المفكرين» الذي كان هيام ثورة البروليتاريا والحتمية المفترض أن تفسر وتتنبأ بكلّ شيء مقابل ذلك كان يسعى آرون ليعيد الشعر الايديولوجي إلى نثر الواقع من خلال دراسته للاقتصاد والعلاقات الدولية والمسائل الاستراتيجية والمجتمع الصناعي ففي تلك المرحلة كان العداء له من قبل اليسار والرفض من قبل بعض جماعة اليمين لان آرون التزم بمسألة استقلال الجزائر وكتب «المأساة الجزائرية» عام 1958 كما سببت له انتفاضة الطلاب في باريس عام 1968 نقطة خلاف كبير مع اليسار .
ابنته دومينيك شنابر أستاذة علم الاجتماع أيضاً تتحدث بمناسبة إعادة صدورمذكرات والدها إلى مجلة فيغارو مغازين عن بعض ذكريات أبيها تقول :كان أبي يتحادث مع سارتر حول دمامتهما وكان يرى أن ذكاء صديقه وحديثه يغطي على فقدان حظوة الجمال كان الاثنان يمارسان الرياضة، سارتر يلعب الملاكمة وآرون كرة المضرب سارتر له نجاحاته مع النساء وأبي كان سعيداً بزواجه فبالنسبة إليه كانت طريقة التفكير الأهم بكثير من الإعجاب .
لقد كان سارتر ودوبوفوار الصديقين الحميمين لوالدي بعد عودتنا لفرنسا عام 1945 كانت سيمون تحاول اصطحابي في العطل لكن والدتي ترفض ولم أكن أعرف شيئاً عما يدور في خاطرها إنما من دون شك كانت ترى أن وجود طفلة عمرها 11 عاماً لا يتوافق مع نمط حياة سارتر في أماكن اصطيافه مع سيمون (القندس).
لقد فهمت فيما بعد أن ما أنهى الصداقة وجلسات الغذاء والعشاء بين أبي وسارتر هو الاختلاف في تحليل الشيوعية ومع أن والدي كان يحسب حساباً لصداقة سارتر لكن لا مجال للتوافق على الحقيقة ومع أنه بين أمي وسيمون لم يكن ذاك الود الكبير غير أن ذلك لم يؤثر على صداقة سارتر،كما أحتفظ بذكريات كثيرة لوالدي مع أندريه مالرو الذي كان يعمل مع والدي.
من العناوين التي لم تنشر في المذكرات أول مرة عنوان :«ميتران تحت سهام ارون» وفيها ينتقد آرون الرئيس ميتران بالقول : لقد قادنا ميتران إلى سياسة الأدب وإلى جهل العالم .« وهذه كانت احدى نقاط اختلافه مع سارتر فهو فيلسوف غير أديب ويتهم السياسة الفرنسية بأنها سياسة أدبية.
ريمون آرون الأستاذ الفلسفي اللامع سيبقى حاضراً في الساحة الثقافية الفرنسية.
ريمون آرون – فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي، ولد 14 آذار سنة 1905 في مدينة باريس وتوفي سنة 1983. ركز في فكره على نفي ما هو خارج الوجود المادي وما يقع خارج نطاق الخبرة والمعرفة، واهتم كذلك بالمجتمع الصناعي الحديث ورأى أن العامل الأساسي في حركة المجتمعات ليس هو الصراع الطبقي فحسب، بل هناك صراع النظم السياسية الذي رأى أن تأثيره أعظم بكثير من الصراع الطبقي. كما تطرق كذلك في كتاباته إلى العلاقات الدولية والتناقضات الفلسفية والنواقص في الديمقراطية الغربية.
-حياته والحياة المهنية
ولد آرون في باريس، لوالده المحامي اليهودي العلماني، ودرس في المدرسة العليا للأساتذة حيث التقى جان بول سارتر الذي أصبح صديقه ومنافسه الفكري طوال حياته. كان إنساناً عقلانياً وقائداً بين أولئك الذين لم يعتنقوا الوجودية. احتل آرون المركز الأول في امتحان درجة الأستاذية الفرنسية في الفلسفة عام 1928، وهو العام الذي فشل فيه سارتر في الامتحان نفسه. حصل في عام 1930 على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من المدرسة العليا للأساتذة.
درّس الفلسفة الاجتماعية في جامعة تولوز لبضعة أسابيع فقط ثم، بدأت الحرب العالمية الثانية فانضم إلى القوّات الجوية الفرنسية. غادر إلى لندن عندما هُزمت فرنسا للانضمام إلى قوات فرنسا الحرة، والعمل في تحرير صحيفة فرانس ليبري (فرنسا الحرة).
عاد آرون إلى باريس بعد انتهاء الحرب لتدريس علم الاجتماع في المدرسة الوطنية للإدارة ومعهد الدراسات السياسية. عمل كمدرس في جامعة السوربون منذ عام 1955 وحتى عام 1968، وفي كوليج دو فرانس بعد عام 1970 وكذلك في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية (إي إتش إي إس إس). أصبح في عام 1953 صديقاً مقرباً للفيلسوف الأميركي الشاب آلان بلوم، الذي كان مدرساً في جامعة السوربون.
عمل آرون كصحفي طوال حياته، وأصبح في عام 1947 كاتباً لعمود مؤثر في صحيفة لو فيغارو، وهو المنصب الذي شغله لمدة ثلاثين عاماً حتى انضم إلى مجلة ليكسبرس، حيث كتب عموداً سياسياً حتى وفاته.
انتُخب عضواً فخرياً أجنبياً في الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم عام 1960.
أسس في عام 1978 كومونتير، وهي مجلة فصلية للأفكار والمناظرات، بالاشتراك مع جان كلود كازانوفا الذي كان المدير المؤسس للمشروع.
توفي آرون في باريس في 17 أوكتوبر عام 1983 إثر نوبة قلبية.
شهد آرون في برلين صعود الحزب النازي إلى السلطة وطور نفوراً من جميع الأنظمة الشمولية. شارك في عام 1938 في ندوة والتر ليبمان في باريس. أصبح بحلول الخمسينيات من القرن العشرين، شديد النقد للمدرسة النمساوية، ووصف هوسهم بالملكية الخاصة بأنه :«ماركسية معكوسة». روج آرون دائماً لليبرالية «المعتدلة جداً» التي تقبل الاقتصاد المختلط كنموذج اقتصادي طبيعي للعصر.
ألف آرون كتباً عن كارل ماركس وكارل فون كلاوزفيتز. وضع في كتابه الحرب والسلم نظرية العلاقات الدولية. جادل بأن ادعاء ماكس ويبر بأن الدولة تحتكر الاستخدام المشروع للقوة المادية لا ينطبق على العلاقة بين الدول.
افترض آرون في مجال العلاقات الدولية في الخمسينيات من القرن الماضي، أنه على الرغم من ظهور الأسلحة النووية، فإن الدول ستظل بحاجة إلى قوات عسكرية تقليدية. ستكون فائدة مثل هذه القوات ضرورية من خلال ما أسماه «المحرمات النووية».
مؤلفاته
مدخل إلى فلسفة التاريخ (1938).
أفيون المثقفين (1955).
ثمانية عشر درساً في المجتمع الصناعي (1963).
صراع الطبقات (1964).
الديمقراطية والتوتاليتارية (1965).
مراحل الفكر السوسيولوجي (1967).
الثورة المفتقدة (1968).
من عائلة مقدسة إلى أخرى: دراسة في الماركسيات الوهمية

العدد 1132 – 14-2-2023

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق