الثورة- علا مفيد محمد:
بفرقِ إنقاذْ.. ورحلاتٍ إغاثية طبية.. وحملاتٍ للتبرع بالدم.. وقفوا إلى جانب المتضررين من الزلزال الذي ضرب الأراضي السورية في الأيام القليلة الماضية، واستنفروا على مدار الساعة بعد أن باتت المشافي مكتظة بالمصابين والجرحى، إنهم أطباؤنا وطلبتنا الذين تفانوا بعملهم حتى آخر ساعة، ودون توقف، وكانوا يداً واحدة مع كل من عمل على الأرض من المواطنين بمختلف اختصاصاتهم ومهنهم.
وفي حلب كان هؤلاء الأطباء الذين توافدوا من مختلف المدن السورية، يصلون الليل بالنهار، ليضمدوا هذا الجريح، ويسعفوا ذاك المصاب، ويبلسموا عائلة منكوبة، وليؤكدوا للعالم أن هذه صورة سورية الحضارة، وسورية الإنسانية، ومهد الحرف الأول والكلمة الأولى.
ففي إطار الاستجابة السريعة لمساعدة منكوبي الزلزال، قامت جامعة دمشق والاتحاد الوطني لطلبة سورية بتشكيل لجنة إغاثة تتضمن فرق من الأطباء والطلبة لتقديم الدعم الطبي وغيره في المدن المنكوبة، ومنها مدينة حلب.
صحيفة “الثورة” التقت الطبيب عامر بسام الأشمر أحد أطباء الفريق الطبي الإغاثي في مشفى حلب الجامعي وشرح لنا تفاصيل هذه الحملة قائلاً: انطلقنا من جامعة دمشق في صباح اليوم الذي تلا حدوث الزلزال، ضمن فريق طبي ضم مختلف الاختصاصات محملين بمساعدات دوائية وتجهيزات ومستلزمات طبية، ورافقنا فريق شبابي من الاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع دمشق، بالإضافة إلى بولمان محمل بالمساعدات الإنسانية المقدمة من كافة كليات جامعة دمشق، وتوجهنا إلى مشفى حلب الجامعي وعقب وصولنا تم عقد اجتماع بعد عرض فيديو موثق من كاميرات المراقبة للحظات حدوث الزلزال ووضعنا في صورة الوضع الإسعافي الحالي بعد الكارثة.
وأضاف لقد تم الإسراع بتنفيذ خطة طوارئ لتوأمة الأطباء القادمين من جامعة دمشق مع أطباء جامعة حلب ضمن الاختصاصات المماثلة وتوزيعنا على عدد من المشافي ومراكز الإيواء في المدينة.
كما توجهنا إلى مركز إبراهيم هنانو ومركز الثانوية الحمدانية التي تحتضن المهجرين ممن خسروا منازلهم، حيث قمنا بدايةً بالفحص ومعاينتهم لتقييم الوضع الطبي، وبدأنا بعد ذلك بتغيير الضماد للجرحى، ومتابعة أصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكري وتقديم الأدوية اللازمة لمختلف الحالات من بينها الأمراض الموسمية، وتحويل الحالات الحرجة إلى المشافي.
وأشار الدكتور الأشمر إلى أنه تم وبالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع دمشق توزيع المساعدات حيث قام الأطباء بفرز وتوزيع الألبسة والبطانيات والمواد الغذائية، مشيراً إلى وجوب تأمين أكبر كمية من حليب الأطفال ومواد التنظيف والمياه النظيفة الكافية.
وأضاف مع وجود حالات الهلع التي ما زالت ملازمةً للبعض لابدّ من تقديم الدعم النفسي عن طريق أطباء نفسيين للتخفيف منها والاستعانة بكوادر مدرسية للقيام بنشاطات تعليمية للأطفال في المراكز الخاصة بالإيواء.
وقال الأشمر أرسلنا برسائل رمزية تحمل تواقيعنا تحت عنوان (سلامتك حلب)، متمنين على المنظمات الطبية في العالم تقديم الدعم الطبي والخدمي لأهالي حلب المتضررين، وتوجهنا بالشكر للاتحاد الوطني لطلبة سورية في حلب الذين استضافوا الحملة وأمنوا لنا كل ما نحتاج للقيام بواجبنا.. رحم الله أرواح الشهداء وبارك بكل يدٍ قدّمت وتعبت وساهمت.. علّ جراحنا تلتئم و نشهدُ للنور بزوغاً جديداً.