الزلزال المدمر، لم يكشف سقوط الولايات المتحدة أمام اختبار الإنسانية وحسب، وإنما عرَّى إجرامها ومدى وحشيتها، ونزع عن وجهها كل أقنعة القيم الإنسانية والأخلاقية التي تدعي امتلاكها، وتتستر خلفها لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية تحت يافطة شعاراتها الكاذبة.
واشنطن لا تريد لسورية أن تنهض من تحت ركام الكارثة الإنسانية التي ألمت بها جراء الزلزال، ولاتريد أيضاً للإرهاب الذي تدعمه أن يندحر وتنتهي صلاحيته، بالمقدار الذي تخشى فيه أن تستعيد سورية عافيتها، وتزيد من قوتها ومنعتها، فهذا يعني بالنسبة لها الإجهاز على بقايا حطام المشروع الصهيو – أميركي المرسوم للمنطقة كلها.
السوريون يلملمون جراحهم جراء كارثة الزلزال، ويعملون كخلية نحل ليل نهار، لرفع الأنقاض، وإنقاذ المزيد من الأرواح، ومساعدة المكلومين في حلب واللاذقية وحماة، فيما واشنطن الفاقدة للقيم الإنسانية لم تكتف بتجاهل كارثتهم وحسب، وإنما توعز لفلول إرهابييها من “داعش” أن يصعِّدوا جرائمهم الوحشية بحق المدنيين العزل، فنفذوا مجزرة جماعية جنوب شرق مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، كان ضحيتها 53 مواطناً كانوا يجمعون ثمرة الكمأة، ليقتاتوا بها، ويعوضوا بعض ما تسلبه قوات الاحتلال الأميركي من ثروات وخيرات السوريين.
المجزرة التي ارتكبها إرهابيو “داعش” بحق مدنيين عزل يبحثون عن قوت يومهم، لا يمكن أن تكون بمعزل عن أوامر الإدارة الأميركية، لاسيما وأن أولئك الإرهابيين ينتشرون في تلك المنطقة تحت رعاية قوات الاحتلال الأميركي في التنف، ما يثبت مجدداً أن إدارة بايدن المنفلتة من أي عقال إنساني أو أخلاقي، حسمت خيارها لجهة مواصلة الاستثمار في الإرهاب، من دون الاكتراث لكارثة الزلزال وتداعياتها على الشعب السوري، وهذا بدوره يؤكد مرة أخرى أن بايدن ما زال يراهن على “داعش” الإرهابي، فهو بالنهاية – أي بايدن- امتداد لأسلافه من الرؤساء الأميركيين ممن يعبثون بأمن الشعوب ويهددون مستقبلها، ولا يمكنه في النهاية أن يغرد خارج سرب منظومة العمل اللا أخلاقية التي تحكم نظام الإرهاب الأميركي.
كل التصرفات الأميركية اللا أخلاقية في سورية، سواء لجهة تعاطي واشنطن غير الإنساني مع كارثة الزلزال، أو لجهة مواصلتها الاستثمار في الإرهاب، يؤكد باليقين القاطع أن الولايات المتحدة لا يمكنها التخلي عن عقليتها المتغطرسة، أو عن دعم الإرهاب، وهذا يضع كل مسؤوليها وإداراتها في مصاف التنظيمات الإرهابية، ما يحتم على العالم أجمع توحيد جهوده وإمكانياته لوضع حد للسلوك الأميركي الأكثر تدميراً لأمن الشعوب واستقرارها.
