الثورة – ميساء الجردي:
مشهد رائع ومشرق من مشاهد كثيرة يسطرها أبناء الوطن والتي تتجلى عند الشدائد والمصائب. فكان التعاضد والتكافل في أبهى صوره في كارثة الزلزال المدمر الذي أصاب بعض المحافظات والمدن السورية. حيث لبى أبناء الوطن بكل أطيافه وشرائحه النداء الوطني والإنساني منذ اللحظات الأولى للزلزال. فكلٌ قدم ما بوسعه رغم الظروف المعيشة الصعبة وظروف الحصار الجائر على سورية والعقوبات الاقتصادية. فكانوا مضرب مثل في التعاون والتكاتف.
هذا ما تحدث عنه أمين سر اتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق محمد رياض خورشيد للثورة مبينا كيف توجهوا للمبادرات الإنسانية منذ الصباح الباكر بعد حدوث الهزة الأرضية وما ألحقتها من أضرار كبيرة في بعض المحافظات السورية. فقد بدأت وبشكل سريع الاجتماعات على كافة المستويات وخاصة بعد اجتماع السيد الرئيس بشار الأسد مع أعضاء الحكومة وذلك للنظر في تداعيات الزلزال والخطوات الواجب اتخاذها لتأمين ما يلزم للمتضررين. فقد عقد اجتماع في مقر إتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق بتوجيه من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للاستجابة الطارئة بحضور مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل ورئيس مجلس إدارة الاتحاد السيد سارية السيروان وعدد كبير من ممثلي الجمعيات والمؤسسات الأهلية. وضع خلال الاجتماع جملة من المقترحات حول الواجبات وآليات مشاركة الجمعيات الأهلية بدمشق في الحملة الإنسانية الطارئة.
وأشار خورشيد إلى الأولويات التي تم العمل على تنفيذها وهي نشر التوعية بما يخص الإجراءات الاحترازية عند حدوث الزلازل. والقيام بزيارات وجولات ميدانية فورية للمناطق المتضررة وتحديد الاحتياجات وتأمينها بعد أن تم تحديد أسماء الجمعيات التي ستقوم بذلك. حيث عمل اتحاد الجمعيات على تأمين مواد غذائية وألبسة بشكل فوري. وسارعت بعض الجمعيات لتأمين 1000 سلة غذائية تم إرسالها إلى المناطق المنكوبة. وطُلب منهم دعم الحملة من خلال معارفهم من التجار والصناعيين. إضافة إلى تشكيل كوادر تطوعية وإنشاء غرفة عمليات تتابع أمور الحملة في مقر الإتحاد وعلى مدار الساعة. لافتا إلى الدور المهم لبعض التجار وإلى أهمية مشاركة جميع أبناء الوطن في هذه الحملة الوطنية الإنسانية كل بحسب استطاعته.
أثنى أمين سر اتحاد الجمعيات على جميع الجهود الكبيرة التي بذلت وتبذل في موضوع الإسراع في إرسال وتوزيع المواد اللازمة للمتضررين في بعض المحافظات السورية بشكل فوري وعاجل.
وعبر عن شكره لأبناء الوطن عامة والجمعيات الأهلية خاصة على تكاتفهم وتعاضدهم وسرعة استجابتهم لإخوتهم في المناطق التي تأثرت وتضررت من الزلزال منذ تاريخ 6 شباط. وقد سيرت عدة شاحنات إلى مدينة جبلة ومحافظات حلب وحماة واللاذقية برعاية محافظة دمشق ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. مؤكدا استعدادهم للقيام بواجبهم الإنساني وبذل الجهود المطلوبة بسرعة ودقة وتميز في الأداء.