عودة عشتار

ثورة أون لاين :

شغلت الاساطير الكتاب والمبدعين واعطتهم نسغا هائلا في ابداعهم واستوحوها في اعمالهم الابداعية في التشكيل والشعر والمسرح والرواية والشعر وغير ذلك من فنون الادب والابداع وعشتار احد اهم هذه الرموز الاسطورية وربما اشهرها على الاطلاق واكثرها جاذبية للاستلهام الابداعي نظرا لما تمثله وتحفل به من دلالات ومعاني الخصب ولانها كنز من الجمال الذي يتفتق عن جمال اخر كلما كشفت احد جوانبه فاذا بك تفاجا انك امام ثراء بلا حدود
على كل حال اساطيرنا التي اغتربت عنا حينا ما الزمن دات دورتها في الغرب وعادت الينا برؤى جديدة ربما وايحاءات اكثر تنوعا وليس بالضرورة جمالية وربما علقت بها الاوضار كثيرا , ولكن ثمة من عمل لى تنقيتها منها واعادتها الى نقائها وببيئتها واخرون غربوا وشرقوا حول اساطير ورموز غربية لا نعرف معنى او مبنى لها كما استلهموها لكننا حين نعريها من غربتها نقع على جذوتها الحقيقية فاذا بها من نبض حياتنا وحضارتنا
كتاب الاسبوع الذي نقف عنده هو : عودة عشتار من العالم الاسفل دراسة لحضور عشتار ومصاحباته الفكرية والنفسية والفنية , تاليف الدكتور نذير العظمة الاستاذ الجامعي والشاعر والمفكر المتميز صدر الكتاب عن دار علاء الدين بدمشق وهي الدار التي عودتنا على مثل هذه الاصدارات الهامة
عشتار
يقول الدكتور العظمة :نتج بزوغ عشتار في ابداعاتنا الحديثة عن تطعيم الادب بمكتشفات علم الانسان او الاناسة لاسيما ما اتصل منها بالاساطير او الميثولوجياكما تنبه جبران خليل جبران الى اهمية عشتار فجعلها رمزا اساسيا في حبكة حكاية رماد الاجيال والنار الخالدة عام 1908واستخدمها صورة خلفية في روايتهالاجنحة المتكسرة في هيكل قديم يجتمع فيه الفتى بطل القصة وسلمى كرامة الحبيبة التي يسرقها مطران المؤسسة الدينية من قلب الفتى الذي لا حول له الا االحب وكما فعل جبران في الاجنحة المتكسرة وصور الدراما الحب في وهج موروثات الاسطورة والدين كذلك قرن شوقي كيلو باترا بايزيس ايحاء اذ جعلها على عبادتها تلجا اليها في الهيكل اثناء الشدائد والكوارث وتصطحب معها ربتها الحارسة ايزس في رحلتها الى روما متمثلة في صورة منحوتة وبزوغ عشتار ايزيس على هذه الشاكلة تجلى ظاهرة ادبية وفنية في حركة احياء للتراث الاسلامي فحسب بل للتراثات الانسانية المشرقية القديمة بمجملها واكتسب هذا الاحياء بالاضافة الى اهيمته الفكرية في تثبيت الهوية طاقة جمالية ورمزية عمقت تراثنا في الشعر العربي ووصلت بابعاد التراثات المشرقية العريقة واغوارها فتعر ادبا ولغة بالاضافة الى كونه قد تاسس في الجغرافيا نفسها
اعمال تمحورت حول عشتار
وعن هذه الاعمال يقول الدكتور العظمة: اما الاعمال التي تمحورت حول عشتا راو اسطورتها او سياقها كما وردت في طقوس الخصب البابلية وبدائلها الواقعية والتاريخية فهي كثيرة جدا وهذا ما دفعنا الى القول ان بزوغ عشتار لم يعدبقدر ما اصبح تيارا ادبيا له مصاحباته ودلالالته الايدلوجية
وحسب العظمة فقد تناول عشتار مبدعون طليعيون متعددو المشارب والمذاهب وهم مشددون الى طاقاتها كاسطورة ورمز في ان معا وعلى الاغلب عشتار طقوس الخصب لا سيما في المجموعات الشعرية ويلي ذلك عشتار المصدودة كما في ملحمة جلجامش وعشتار المحاربة والحرب ودلالتها التي تكمن في الظل في الروايات المتعددة التي غلب عليها الخصب
وتتضح اكثر ما تتضح في بديلة عشتار الكنعانية عناة وصاحبها بعل تموز
وفي الاعمال الادبية التي يقف عندها العظمة نشير الى : –
-انشودة المطر للسياب
-قصائد حب الى عشتار عبد الوهاب البياتي
-تجليات عشتار شاكر مطلق
=ملحمة قلقامش على ابواب اوروك شاكر مطلق
=خبز عشتار لنذير العظمة
وفي المسرح :=
=مسرحية قلقامش لفراس السواح
مسرحية جوليا دومنا لشريف خزندار
=مسرحية اوروك تبحث عن قلقامش للعظمة
=عشتار لشوقي خير الله
=الدائرة لحياة عطية
= ادونيس لوليد فاضل
في الرواية والقصة
رماد الاجيال والنار الخالدة جبران خليل جبران
ادونيس وعشتار لفؤاد الخشن قصة شعرية
انانة والنهر لحليم بركات وانانة انانا هي عشتار السومريين
ادونيس وعشتار العالم السفلي رواية للفتيان ليحيى ابو شقرة
ويخلص الى القول :
نلاحظ ان بزوغ عشتار في ادبنا الحديث لم يقتصر على حدود الظاهرة بل اصبح تيارا لاسيمااننا استطعنا ان ندرس اكثر من من خمسة عشر عملا ادبيا من مجموعة شعرية ومسرحية وقصة او رواية تمركزت في عشتار وتفرعت في عوالم الفكر والفن والجاذبية لتراث عربي بالروح متعدد اللغات واللهجات كما انه في هذه الاعمال حوافز مبدعيها الايدلوجية دون ان نهملها من الاعتباروالدراسة بقدر ما يهمنا النجاح الفني والادبي بمعايرهما والتعبير عن روحنا المعاصرة و ومعاناتنا الحديثة ويضيف ايضا قائلا:ان احياءالانجازات الحضارية القديمة في المنطقة العربية في التاريخ وعلوم الانسان والاثار والدين والادب وعلم الاساطير والاشتمال على ذلك كله بلغتنا العربية يشكل عامل قوة لاعمالنا الادبية ويفتح اامامها مصادر جديدة تكسر الايقاع ويدخلنا في عوالم المتعدد الحضاري الذي لا تخونه الوحدة.
بقي ان نشير الى ان الكتاب يقع في280 صفحة من القطع المتوسط ويتوزع على خمسة ابواب تتناول بالدراسة والتحليل الاعمال الادبية التي اشرنا اليها سابقا 

يمن سليمان عباس
 

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات