بعد انقطاعها لأكثر من ثلاثة أسابيع تعود المدارس مطلع الأسبوع القادم لتستقبل تلاميذها وطلابها لاستئناف العملية التربوية والتعليمية في المحافظات والمناطق التي تضررت من الزلزال الذي ضرب البلاد مؤخراً، بعد اجتماعات ومناقشات خطط عمل في إطار تنفيذ خطة الاستجابة المنظمة لتجاوز تداعيات الزلزال، والعودة التدريجية الآمنة لمختلف المراحل التعليمية والصفوف الدراسية.
فعدد المدارس المتضررة ليس بالقليل، حيث وصل حسب مصادر التربية 248 مدرسة منها 71 في محافظة حلب و50 مدرسة في اللاذقية و27 في حماة و99 في طرطوس ومدرسة واحدة في ريف إدلب، بعد إنجاز إجراءات الكشف الفنية اللازمة من الجهات المختصة، وتحديد المدارس المتضررة
وعلى أهمية العودة ومتابعة الدراسة بعد جهود مكثفة لتحقيق ذلك، يبدو موضوع تعويض الفاقد التعليمي لتلاميذ وطلاب هذه المدارس مهماً للغاية، لاسيما لطلاب الشهادات العامة، بعد أن أصدرت وزارة التربية قرار تأجيل امتحانات الشهادات العامة لتبدأ في السابع من حزيران القادم وتنتهي يوم السادس والعشرين منه وفق البرامج الامتحانية المقررة لها.
فتنفيذ استراتيجية تعويض الطلاب ما فاتهم تعليمياً بعد هذه الكارثة وما أحدثته من آثار سلبية من جوانب متعددة، بعد إنجاز البيانات والإحصائيات المتعلقة بالمعلمين والطلاب المتضررين وأوضاعهم من مختلف النواحي، سيمكن من تجاوز ما حدث من خلل في الخطة الدراسية قدر الإمكان، تماشياً مع سير هذه الخطة في بقية مدارس المحافظات الأخرى.
كما أن الأمر الآخر الذي يوازي في أهمية تعويض الفاقد التعليمي، هو تعويض ما أمكن من الفاقد النفسي الذي سببته الكارثة ومراعاة أوضاع الكثيرين من طلاب وكوادر، ممن تضرروا بشكل أو بآخر من صدمة كبيرة أحدثت ما هو أكثر من فاقد تعليمي، والذي يتوجب أخذه بعين الاعتبار من قبل جميع العاملين على هذا التعويض.
وضروري في هذا الشأن تنسيق الجهود وتكامل جوانب العمل لتنفيذ الخطط الموضوعة في الفترة الزمنية المحددة، فمزيد من الأعمال والجهود مطلوبة من الجميع ليس فقط كوادر تعليمية، بل مختلف الكوادر العاملة إدارية، من مرشدين نفسيين واجتماعيين، وغيرهم من باقي الجهات، بما يحقق الغاية والهدف في تجاوز آثار الزلزال، وتعويض الفاقد.