الثورة – رشا سلوم:
شكل التيار الرومانسي أو الإبداعي محطة مهمة في الآداب العالمية كلها ولاقى قبولاً متميزاً ومازال.. في التأليف والترجمة وغيرهما، ومن جديد يعود هذا التيار من خلال ترجمة عيون الروايات العالمية في هذا الصدد فقد صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
وضمن “المشروع الوطني للترجمة” رواية (جسور ماديسون كاونتي)، تأليف: روبرت جيمس والير، ترجمة: د. جميل ضاهر.
وهي رواية رومانسية بطلتها فرانشيسكا جونسون وهي ربة منزل من أصول إيطالية تعيش مع زوجها وولديها في إحدى المزارع في ولاية آيوا الأمريكية. تلتقي فرانشيسكا روبرت، المصور الذي يعمل في مجلة ناشيونال جيوغرافيك، في أثناء زيارته لمقاطعة ماديسون؛ فتنشأ بينهما علاقة حب لا تستمر أكثر من أربعة أيام، على الرغم من تعلقها به، عزمت على البقاء مع أسرتها بدلاً من الذهاب معه.
يسلط الكتاب الضوء على الطبيعة البشرية من منظور آخر بعيداً عن فكرة “النزوة” التي تخطر في بال الكثيرين.
وفي الدراسات النقدية التحليلية التي تناولتها تشير إلى أنها
قد (نُشرت أيضاً باسم الحب بالأبيض والأسود).
وتصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، تحكي الرواية قصة امرأة أمريكية إيطالية متزوجة (إحدى «عرائس الحرب العالمية الثانية»)، تعيش في مزرعة بمقاطعة ماديسون في ولاية آيوا في الستينيات، وفي أثناء غياب زوجها وأطفالها، أقامت تلك المرأة علاقة غرامية مع مصور يعمل لدى مجلة ناشونال جيوغرافيك من مدينة بيلينغهام، أثناء زيارته مقاطعة ماديسون حتى يؤلف مقالاً مصوراً عن الجسور المغطاة في تلك المنطقة، تتظاهر الرواية بأنها مستوحاة من حكاية حقيقية، ولكنها في الحقيقة رواية خيالية بالكامل.
تُعد تلك الرواية من أفضل الكتب مبيعاً في القرن العشرين، إذ بيعت منها 60 مليون نسخة حول العالم، ألهمت تلك الرواية أيضاً إنتاج فيلم مكتمل الطول عام 1995، ومسرحية موسيقية عام 2013.
خطرت فكرة الرواية على ذهن المؤلف روبرت جيمس والر، في أوائل التسعينيات دون أن يتوقع ذلك، ففي أحد الأيام، التقط والر عدة صور لنهر المسيسيبي برفقة أحد أصدقائه عقب انتهاء ورديته في جامعة آيوا الشمالية، وبعدها قرر أن يلتقط صوراً للجسور المغطاة في مقاطعة ماديسون بولاية آيوا.
استلهم والر فكرة الرواية القصيرة من تلك الحادثة إلى جانب أغنية ألَّفها والر قبل بضعة أعوام عن امرأة تُدعى فرانشيسكا رآها الراوي في منامه.
أدرك والر بعد انتهائه من كتابة الرواية أنه استلهم شخصية فرانشيسكا من زوجته، جورجا، التي تشبه فرانشيسكا في مظهرها.
تحليل:
يرى مارك إليوت أن رواية جسور مقاطعة ماديسون هي نسخة مُحدثة من مسرحية نويل كوارد (حياة ساكنة، 1934) التي استلهم منها ديفيد لين فكرة فيلم مصادفة عابرة (1945).
يرى إليوت أن مسرحية حياة ساكنة تناقش «اليأس، والذنب، والإغراء الذي يقع فيه اثنان متزوجان عندما يقع أحدهما أو كلاهما في حب الغرباء، ثم يزنيان، ثم ينفصلان عن بعضهما للأبد».
كتبت بريجيت ويكس في صحيفة نيويورك تايمز أن تلك الرواية تستقطب «متوسطي الأعمار المتضجرين من الحياة» بطريقة تشبه طريقة كتابة جيمس ميشنر فيما عدا أنها منفحتة أكثر بشأن الجنس.
قارن عدة نقاد رواية جسور مقاطعة ماديسون برواية إريك سيغال (قصة حب، 1970) من حيث تسلسل الأحداث والنثر. كتب بيتر ترافرز في مجلة رولينغ ستون أن أسلوب والر معتمد على أعمال والت ويتمان، ولكنه أشبه بأسلوب بطاقة تهنئة.
وصفت مجلة نيويورك تايمز الرواية بأنها مقاربة لرواية ريتشارد باخ (النورس جوناثان ليفينغستون، 1970).
علقت الصحفية نيكوليت جونز (التي كانت تعمل لدى ذي إندبندنت) على تلك الرواية قائلةً أنها تذكرها بكتب الناشر ميلز آند بون، بينما وصفها أوين غلايبرمان بكونها أقرب إلى نادرة من النوادر منها إلى رواية.
رواية (جسور ماديسون كاونتي)، تأليف: روبرت جيمس والير، ترجمة: د. جميل ضاهر، تقع في 167 صفحة من القطع الكبير، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023
التالي