عندما تمّ تركيب الهواتف الأرضية في سبعينيات القرن الماضي في المدن ثم في القرى والبلدات الصغيرة انتشرت بعض الأحاديث والروايات المضحكة، وما زال الناس يذكرون بعضها ويتندرون بها، لكنها لم تكن مؤذية أو مخيفة لأحد، بل على العكس تماماً تحمل الكثير من الطرافة.
أما في الوقت الحالي ولا سيما بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد فقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي” فيسبوك ” بعض التحذيرات عن حدوث زلازل أخرى مدمرة وحددوا تواريخ محددة تبنتها صفحات معينة يديرها أشخاص قد لا يتمتعون بمؤهلات علمية كافية، ما جعل الناس تشعر بالخوف والقلق والتوتر وخاصة فئة الأطفال والشباب والمسنين؛ وتناسى أولئك الفيسبوكيون الأثر الرجعي لصفحاتهم ومنشوراتهم، رغم أن صفحات أخرى حاولت نفي تلك المزاعم والتحذيرات على نحو علمي دقيق وبناءً على دراسات وأبحاث علمية مستفيضة، لكن كان تأثير الأولى أقوى، وما زالت مشاعر الخوف والقلق والتوتر هي السائدة إلى درجة أن بعض المواطنين في مدينة حمص هجروا منازلهم الواقعة في الطوابق العليا واستأجروا منازل أرضية هرباً من تحذيرات الفيسبوك.
وهنا نتساءل كما يتساءل الكثيرون: ألا يوجد من يضع حداً لإسكات هؤلاء ومحاسبتهم كي يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه في دبّ الذعر في قلوب الآخرين؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ألا يعدّ ما يقومون به جريمة إلكترونية يعاقب عليها القانون؟ حتى لا يستفيضوا في منشوراتهم السلبية.