المتابع لسياسة الولايات المتحدة الأميركية العدوانية تجاه المنطقه عموماً وتجاه سورية على وجه الخصوص منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن يدرك أن سياسة نشر الإرهاب والفوضى هي السائدة، وذلك من خلال تشكيل تنظيمات إرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي، حيث قدمت له كل الدعم العسكري والمادي واللوجستي من أجل تنفيذ أجندتها العدوانية في المنطقة، والتي تتمثل في جانب منها بنشر الإرهاب وإطالة أمد الأزمة والعدوان على سورية، وكذلك قطع التواصل الجغرافي بين سورية والعراق ومحاولة إضعاف محورالمقاومة، وبالتالي الهيمنة على المنطقة وسرقة خيراتها.
الأجندة العدوانية الخبيثة للولايات المتحدة الأميركية باتت مكشوفة، وما تقوم به من أجل تنفيذ هذه الأجندة أيضاً بات واضحاً لكل من يملك بصراً وبصيرة، والجديد في هذه الأعمال العدوانية عملية نقل عناصر تنظيم داعش الإرهابي من سجون ميلشيات قسد الانفصالية العميلة لقوات الاحتلال الأميركي إلى القواعد الأميركية في العراق، وذلك بعد زيارات وفود دبلوماسية وعسكرية أميركية بشكل غير شرعي إلى منطقة الجزيرة السورية حيث تسيطر ميلشيات قسد الانفصالية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول إعادة الروح إلى تنظيم داعش الإرهابي وتدوير إجرامه لنشر العنف والفوضى واستهداف المواطنين الآمنين والمنشآت السورية بما يخلق حالة من عدم الأمن والاستقرار الذي يخدم الأجندة الأميركية.
عمليات تدوير إرهاب تنظيم داعش والتخطيط لقطع التواصل الجغرافي بين سورية والعراق، والإمعان في نشر الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، وربما شنّ عدوان جديد على بعض دول المنطقة يأتي في إطار المهمة العدوانية الذي قام بها رئيس هيئة الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، الذي تسلل إلى المناطق التي تحتلها القوات الأميركية في الجزيرة السورية في الأيام القليلة الماضية والتي قال عنها إن المهمة تستحق المخاطرة، وهذا يشير إلى مخطط عدواني أميركي جديد يستهدف المنطقة ويطيل الأزمة المفتعلة في سورية وبما يخالف القوانين وقرارات الشرعية الدولية.
السياسة الأميركية المتوحشة في المنطقة ولاسيما في سورية لن يكتب لها النجاح، وما تشهده من إخفاقات على الكثير من الصعد في المنطقة يؤكد أن السياسات الاستعمارية إلى أفول، وأن سياسة العدوان ونشر الإرهاب سترتد على كل الدول التي ترعى وتدعم الإرهاب، ولن تحصد في سورية سوى الخزي والعار نتيجة الاستراتيجية السورية التي تؤكد على مواصلة الحرب على الإرهاب وطرد المحتلين وتطهير كل شبر من أرض سورية بكل الوسائل الممكنة ومهما بلغت التضحيات.