الثورة- أيمن الحرفي:
الأم هي نسغ الحياة و شريانها الأول والأوحد لجذور الحب و الألفة و الحنان مناسبة نحتفي بها كل عام بل كل يوم . حيث يتألق آذار و يزهر و يزهو بها..
فهي رمز الحياة كالشمعة تشتعل لتنير لغيرها و تذوب لتحيا و الحياة بنظرها نور و تضحية و عطاء لا ينضب .. مع رضاها تعلم الحب بكل أشكاله والناس و الخير و الكرامة . هي عيد للربيع واليوم هي صاحبة العيد تمسك صولجانه لتعطي و تبذل دون حدود .
و عادة تكريم الأمهات بدأت منذ آلاف السنين ، و قد اختلق الناس العديد من الأساطير منذ بدؤوا نسج القصص الجميلة عن الآلهة و الآلهات التي حركت الشمس في السماء و أضاءت النجوم قبل الليل ، و قد زادت هذه القصص من عام لآخر و من عصر لغيره. فبعض الأساطير ذكرها قدماء آسيا الصغرى حيث اعتقدوا أن أهم الآلهات كانت آلهة ( سيبل ) ابنة السماء والأرض ، و كانت تعتبر أم جميع الآلهة و كان يقام احتفال سنوي لتكريمها ، و ربما يكون هذا أول احتفال لتكريم الأم .
الإغريق كان لديهم آلهة عظيمة تسمى ( رهيا ) وعلى نفس النمط كان للرومان أم لكل الآلهة هي ( ماجناماتر) ” الأم العظيمة ” التي أقيم لها معبد على تل فلانتين في روما لإقامة الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام لتكريمها اعتبارا من ١٥ آذار و كان يسمى مهرجان ( هيلاربا ) ، و كانت الهدايا تقدم ببهجتها.
و مع قدوم المسيحية كان يقام احتفال لتكريم الكنيسة الأم في ( لنت) و ذلك يوم الأحد الرابع من أول كل سنة حيث يحضر الأهالي هدايا للكنيسة التي تم تعميدها فيها ..و في أدبنا العربي الكثير من القصائد و القصص التي مجدت الأم و وذكرت فضائلها..
وهنا لا تتسع الكلمات و لا تعبر المفردات عن سعادتنا بأمهاتنا فهن الأمل والرمز لكل جميل .. كل عام وجميع أمهات سورية بخير .
السابق
التالي