هو الإسرائيلي يستعرض عضلاته المتورمة، يتوهم أن ما عجز عن تحقيقه خلال كل السنوات الماضية، سيتمكن اليوم من تحقيقه، عبر شنه عدواناً هنا، وآخر هناك، متعامياً عن حقيقة راسخة، بل وواضحة كوضوح الشمس، بأن لا خبز لسيناريوهاته مع الدولة السورية، طالما أن لديها قيادة حكيمة، رست ولا تزال ترسو على بر الأمان والاستقرار، وطالما أن لديها أيضاً جيشاً مقاوماً، لا يوجد في قاموسه سوى كلمتين اثنتين، الشهادة أو النصر، وطالما أن فيها شعباً صامداً، متمسكاً بثوابته الوطنية، ولاءاته السيادية.
الانتصارات السورية على الخارطة الميدانية، وكذلك على الرقعة السياسية العربية، والعالمية، أوجعت الإسرائيلي على ما يبدو، وضربته في الصميم، فكل ما خطط له لعزل سورية، وتحويلها إلى دولة فاشلة قد ولى أدراج الرياح، لذلك نراه ينفذ تلك الاعتداءات الغاشمة ليقول: أنا ما زلت هنا.. قيد الوجود الإرهابي، والإجرامي، مع أنه يعي جيداً أن كل ذلك لن يجديه نفعاً، وهو المهزوم وإرهابيوه المأجورون على الأرض، وكذلك في السماء.
الجيش العربي السوري لطالما كان بالمرصاد لكل الهجمات الإرهابية التي ينفذها مرتزقة الإسرائيلي، كما أن وسائط دفاعنا الجوي، وكالعادة لطالما أسقطت صواريخ العدوان الغاشم ودمرتها، ولكن ألم تصل الرسالة السورية إلى الآذان الإسرائيلية بعد؟!، ألم يعِ مجرمو الحرب الإسرائيليون، بأن كل اعتداءاتهم لن تؤثر على تقدم حماة الديار، ولن تزيدهم إلا إصراراً على دك عقارب الإرهاب التكفيري المُسيَر؟ إسرائيلياً وأميركياً حتى لا تقوم لها قائمة من جديد؟!.
الهيستيريا الصهيونية مجرد زوبعة استعراضية في فنجان مكسور، وكل هذه الضوضاء الإسرائيلية المفتعلة حتى وإن طبخت في مطابخ الموساد على نار هادئة، إلا أنها لن تنضج على الإطلاق، وسترمى حكماً كما سبقها من طبخات إلى سلة القمامة، حيث مكانها الطبيعي، وبالتالي محال لها أن تحرف الدولة السورية عن مسارها، أو أن تشوش على إنجازاتها، وعودتها إلى حضنها العربي، ووجودها على حلبة القرار العالمي.