آنا عزيز الخضر:
ارتبط المسرح السوري بواقعه دوماً، التزم به وعايشه، رافقه ونقل تفاصيله وحقائقه، فامتلك سر نجاحه وتألقه بامتياز، فالمتلقي يري همومه ومشاكله محط اهتمام المبدع، الذي يضيء ويكشف كل ما من شأنه، أن يكون عثرة أمام نهوضه نحو الحياة المثلى..كما هو في الوقت نفسه مجابه لآﻻمه بقوة.. وهل كان أكبر منها مما حصل له أثناء الحرب الإرهابية السوداء…؟
فهل كانت هناك مأساة تضاهي وقائعها وجراحها..؟ بل هل من معاناة فاقت بمرارتها تلك التي عاشها الإنسان السوري ..؟
وقد صور المسرح السوري واقعها وكانت أعمال كثيرة حولها، منها مؤخراً (ليته كان كابوساً) تأليف (إسماعيل خلف) وإخراج (رغداء جديد) على صالة مسرح الحمراء في دمشق..تحدثت المخرجة عن العرض قائلة:
منذ بداية الأزمة.. لم يستسلم مسرحيو سورية للواقع المأساوي، بل على العكس تماماً.. عكفوا على العمل وحافظوا على سوية المسرح.. وهذا النص هو محاكاة لهذا الواقع، وهو من تأليف ممثل ومخرج مسرحي سوري مهم، عاش الحرب بتفاصيلها، فجاء نصه معبراً عن حالتنا نحن المسرحيين كجزء من المجتمع وشريحة اجتماعية كالآخرين في كل اتجاه، أنار العرض في نصه فكرة.. أنه مهما ضربت الحرب أطنابها، فإن الحب هو الشعلة، التي لاتنطفئ أبداً، إذ إنه يمنح الإنسان القوة والإرادة الكفيلة بمنحه المجابهة والتحدي لكل الصعوبات ثم تجاوزها..
العرض فرجوي اعتمد على المسرح داخل المسرح، وكان الممثل هو الأساس في المعادلة المسرحية، التي بنى العرض عوالمه المختلفة عليها، حيث اعتمد على جسد الممثل وتحريضه لبناء مشهدية بصرية ودرامية، نتمنى أن نوفق من خلالها لتقديم وجبة مسرحية، تحمل لجمهورنا غاية المسرح في المتعة والفائدة.
السابق