رحلة شهرية للارتقاء بالنفس الإنسانية في الشهر الكريم وبنائها من جديد، وإعطاء أنفسنا فرصة لنكون محطّ الدعم الإلهي والفوز بالغفران وشحذ الطاقات للارتقاء إلى الدرجات العليا في كلّ شيء.
لعلّ الصحوة الرمضانية هذا العام تنسحب على كلّ شيء، فالارتقاء في الأعمال الانسانية الذي شهدناه في سورية والعالم العربي يستعيد زمام الأمور والطريق نحو تحصيل القيم العظيمة التي تصون الإنسان من السقوط، حيث بدأت بين الانسان ونفسه وبين الإنسان ومحيطه والقضايا العالقة في مواجهة التحديات منذ سنوات.
الشمولية التي يضعنا بها شهر الخير لاتعفي إنساناً من السعي لبناء النفس ولاتستثني أحداً مهما كان علمه أو ثراؤه أو أخلاقه أو صفاته، ونشهد فرقاً كبيراً فيما تقدّمه الهمم والفكر والفنون.
العطاءات في رحاب رمضان لم تقتصر على السماحة التي شهدناها في النفوس البشرية بل تنعكس أيضاً على أعمالهم وترجمان ثقافتهم وفكرهم بدءاً بالعلاقات الانسانية وليس انتهاء بالأعمال الأدبية والدرامية والفنية التي تكاد لايخلو عمل منها من قيم إنسانية وفكرية هذا العام وفي معظم المحطات والفضائيات.
بصمة الألم أيضاً ومرحلة غسل النفوس من عذاباتها التي تشهدها الدراما السورية هي انعكاس الظروف الحياتية التي قاستها الناس على مدار سنوات، وعتبة الأمل في إظهار الصفات والملكات والقيم العظيمة التي يتصّف بها الشعب السوري، فإرادتهم تنتصر أمام كلّ تحدٍّ مرّ به الشعب والوطن.
الطريق معبدة اليوم بعد نفض الغبار نحو إثبات الذات من جديد والعزم والتصميم والمثابرة والمتابعة ليكون الألق الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفكري والفني والصناعي والتجاري والزراعي السوري محطّ أنظار العالم والفضاءات كلّها ،فنحن أبناء الإرادة الإلهية في الانتصار والاستمرار.