الثورة – ميساء الجردي:
تتنوع الأعمال التنموية والخيرية التي تقدمها مؤسسة بدايات بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي تستهدف فئات معينة من المجتمع كالأيتام والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة والأحداث في عدد من المحافظات السورية.
المؤسسة نظمت العديد من حفلات الإفطار الخيرية ومنها مائدة لإفطار 150 كفيفاً من مختلف المدارس والمعاهد التي تعني بالمكفوفين في دمشق وريفها، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة بدايات سليمى الجابي بينت في لقاء معها الدور الإنساني الذي تقوم به المؤسسة على مدار العام في تسليط الضوء على هموم ذوي الإعاقة والأيتام وكبار السن وقضاياهم وتلبية الممكن من احتياجاتهم وتحسين ظروفهم الصحية والحياتية والمعيشية من خلال تعاونها مع الجهات الحكومية المعنية والمجتمعية. مشيرة إلى عدد من المشاريع التي تقام في شهر رمضان ومن أهمها مشروع قطرة دم وهو خاص بمرضى التلاسيما الذي يقام بالتعاون مع بنك الدم التابع لجامعة دمشق بالمزة الذي يقدم السيارة الخاصة ببنك الدم للتوجه بها إلى مراكز ومناطق مختلفة لجمع الأشخاص المتبرعين. الأمر الذي يدعم البنك بكميات جديدة من الدم بينما يعود ريع الإيصالات إلى مرضى التلاسيما، الذين هم بالأساس لديهم فقر دم حاد وأغلبهم فقراء ولا يستطيعون الحصول على متبرعين.
*وجبات يومية
وأوضحت الجابي أنهم يستهدفون كل يومين فئة من الأشخاص التي قليلاً ما يتم الاهتمام بهم بالمجتمع على مآدب الإفطار. فقد تم دعوة المسنين والعجزة من الدور المختلفة الموجودة في دمشق منذ يومين. وجاءت بعدها هذه المأدبة المعدة للأشخاص المكفوفين وذويهم وهناك خطة لزيارة مراكز الأحداث، ومركز الجانحات وزيارة سجن النساء بعد أن حصلت المؤسسة على موافقة الجهات المعنية. ولفتت إلى مشروعهم المتعلق بالمطبخ الميداني الذي يقدم وجبات يومية للعائلات المسجلة لديهم في مناطق الأكثر احتياجاً.
حول الاستجابة الوطنية لكارثة الزلزال بينت أنهم أول من لبى دعوة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حيث كانت فرقهم التطوعية متواجدة على الأرض خلال الساعات الأولى للكارثة فكان هناك 45 متطوعاً من دمشق وريفها ذهبوا إلى حلب و120 متطوعاً من المحافظة نفسها. وقد تم تخصيص كل الفرق لكل نوع من أنواع الأعمال المطلوبة فكان هناك فريق مختص بتوزيع ما يعادل 5000 ربطة خبز كل يوم. يتم استقدامها من خارج حلب حتى لا تتأثر أسعار الخبز لديهم. وتوزع على الأسر المتواجدة في المدارس والجوامع ومراكز الإيواء وهناك فريق خصص لتوزيع الملابس والأحذية بشكل ميداني. والفريق الطبي الذي قام بتوزيع الأدوية وبرفقته أطباء مختصين من وزارة الصحة من خلال التواصل مع مديرية الصحة في حلب وأخذ لائحة بالطلبات والمستلزمات الطبية المطلوبة. وفريق مختص بالدعم النفسي. إضافة لوجود مطبخين ميدانيين لتقديم الطعام وتعبئة الفراغات في بعض المناطق. لافتة إلى أن معظم الأشخاص المتطوعين في فريق المؤسسة هم عبارة عن مسعفين أوليين ساعدوا الناس في غالبية الحالات.
وبينت لنا كورية عضو مجلس أمناء في المؤسسة أن توجههم الأساسي في بدايات كان مشاريع تنموية إضافة لجانب كبير من العمل الخيري. مشيرة إلى بعض المشاريع الجديدة التي يعملون عليها ومنها مشروع شمس لاستصلاح الأراضي الزراعية والذي يتم فيه استهداف مزروعات عضوية. ومشروع سيارة سلمى وهو عبارة عن وحدة معالجة سنية متنقلة لمعالجة العجزة والمسنين في منازلهم. وأشارت كورية إلى برنامج ريادي جديد موجه للصغار في المدارس بهدف التعريف والتدريب حول العمل الطوعي والمشاركة معهم في أفكار جديدة حول ذلك.
*أعمال تنموية مديرية
ووفقاً لمرح أبو شقير المنسقة الإعلامية في مؤسسة بدايات أنهم يقومون بأعمال تنموية وخيرية غير روتينية وأهمها افتتاح مطبخ خاص بالمؤسسة وتحضير الوجبات التي توزع على الأسر في منازلهم، مع التركيز على موضوع الإفطار للفئات المهمشة بالمجتمع مثل دور المسنين والعجزة والأشخاص ذوي الإعاقة ضمن جدول زمني يخصص فيه يوم لكل فئة لتسليط الضوء على هذه الفئات ورسم البسمة على شفاههم.
عمار حسامي منسق المتطوعين في مؤسسة بدايات بين أن جميع القائمين على هذه المبادرات هم أشخاص متطوعون يعملون مع الفئات الأكثر احتياجاً بهدف إدخال الفرحة إلى قلوبهم.
*فرح الطفولة
مع الأطفال المشاركين وذويهم كان لنا وقفة عبروا فيها عن فرحتهم بمثل هذه اللمات الرمضانية وبما تحمله من أجواء احتفالية ومحبة تجسد المعاني الإنسانية لهذا الشهر الفضيل. يقول الطفل أحمد دحروج من مدرسة بسمة أمل للأطفال المكفوفين إن فرحته كبيرة لكونه مع رفاقه في وقت الإفطار مشيراً إلى الاهتمام والعناية التي يحصل عليهما في مدرسته. وهو ما أكدته والدته إضافة إلى أمنيتها بأن تقدم لهؤلاء الأطفال أجهزة بريل لاستكمال تعليمهم في المنازل.
وعبرت السيدة رجاء الحميدي عن أهمية هذه اللقاءات في تعزيز الدعم النفسي والمجتمعي للأطفال المكفوفين مشيرة أن لديها طفلين فاقدي البصر بشكل كامل ومع ذلك هم يتعلمون ومتفوقون في دراستهم في معهد المزة للمكفوفين. وذكرت قمر وهي طالبة في الصف الثامن أن المعهد يقدم لهم كل ما يطلبونه وأن حياتها طبيعية مع أقرانها. بينما عبر الطفل أحمد الحاج عن سعادته لتواجده على مأدبة إفطار مع زملائه ورفاقه.