تخرج سورية من الحرب عليها وكارثتها الزلزالية.. عزيزة تزهو بثبات وحدة أبناء شعبها..
تحدثت ألسن عشاقها من السياسيين، والبسطاء، والشرفاء يوماً، أن أزمتها ستكون محور المتغيرات ليس في المنطقة فحسب، بل المؤثر الأكبر في متغيرات الحسابات العالمية.. تهكم بعضهم بالرد.
بدا ذلك منذ بدايات الحرب عليها حيث لم تعد الهيمنة الأميركية المتحكم الوحيد في مصائر الدول وشعوبها.. حين أعجزت العالم بصمودها وهي القلعة الأخيرة المواجهة للكيان الصهيوني.
حين قلب الموازين محور المقاومة المُستهدَف أميركياً وصهيونياً بالدرجة الأولى وغربياً، عند تحرير جنوب لبنان.. وباءت محاولات تفكيكه في حرب الجنوب 2006 وغزة 2008 كان التوجه في ضرب سورية، تلاه ما ناله الملف النووي الإيراني، من عقبات، ومحاولات فرض الشقاق العربي العربي ومحاولة إغراق إيران بفتنة داخلية لم تجد لها حاضناً كما أراد أعداء المقاومة، ثم إفقار لبنان والحصار الجائر على الشعب السوري، وما يمارس حتى الساعة في العراق.. كل ذلك فعلوه ظناً أن جذوة المقاومة ستنطفئ لو أُشعلت المنطقة في وقت واحد، أو متقارب.. وبذلك يضمن الكيان الصهيوني زمناً إضافياً من عمره في احتلال فلسطين.. خاصة بعد تأليب البعض ممن يحملون هشاشةً في قلوبهم، من الفلسطينيين، حين وقفوا ضد الدولة السورية وهم على أراضيها محضونون.. ومن سولت لهم أنفسهم من قادة العدو أنهم إن مدوا يد المصافحة لبعض العرب، يضمنون تخليهم عن سورية، ويخبو النضال الفلسطيني في الداخل.. وبذلك يضيفون حصانة لهم من المقاومة.
لكن جاءت رياح المقاومة بما تشتهيه سفنها.. ثورة سيف القدس في الداخل الفلسطيني اشتعلت ولن تنطفئ.. والهجرة العكسية من فلسطين أكبر دلالاتها.
المصالحة الإيرانية السعودية هدأت بها النفوس، حيث لا مصلحة إلا للكيان الصهيوني بشقاق ذات بينهما.. وقف الحرب السعودية اليمنية تصيب الكيان بمقتل.. عودة الحاضن والمحضون المتبادلة بين سورية ومصر، طعنة في صدر الكيان الغاصب، والطعنة الأكثر ولوغاً في مقتلهم، هدول العباءة السعودية على الكتف السوري، أما مابين سورية والإمارات فحكاية من ألف ليلة وليلة تموت فيها كل ليلة أحلام الدولة اليهودية، وأعصاب حكومة الكيان الصهيوني، وعلى رأسهم نتنياهو وهو يسمع قضبان السجن تناديه لتنعم بوجوده متأبطاً ملفات فساده.
كل ما يحدث على الساحة الإقليمية هو لإعلان نعي الأزمة، بل الحرب على سورية لوضع النقطة في آخر السطر على الصفحة الأخيرة فيها.
هذا عربياً، ولن يقف الأمر هنا فلا بد بعد تصافي قلوب الإخوة وهو الأمر الطبيعي في أي شأن أسروي، توحيد الجهود وإعلان الكلمة السواء، حيث لابد من خروج كل من وطئ أرض سورية بشكل غير شرعي ململماً أشلاءه، وظلال بقاياه ليعود من حيث أتى.
أما مؤثرات الحرب الأوكرانية الروسية التي فرضتها حماقة أميركا والغرب، فانعكاس مفرزاتها تحصده شعوب دولهم؛ التي غذت أوكرانيا وما زالت، لتدميرها بآخرقطرة دم أوكرانية.. حين قال بايدن أنه سيقاتل بآخر جندي أوكراني.. الحماقة التي تتلبس زيلنسكي، أنه ينتفخ بهذه التصريحات.. وبايدن يحاول حرف البوصلة نحو التنين الصيني.. وأردوغان في لحظة فارقة، هل يودع أحلامه، أم صندوق الاقتراع.
المشهد الأكثر قرباً من الواقع، أن المشروع الصهيو أميركي يتلاشى.. وخرائط العالم السياسية حتى الجغرافية منها سيعاد رسم حروفها على الطاولة السورية..