دخلت أميركا الأراضي السورية بحجة القضاء على الإرهاب، وجمعت أنصارها مختلفي الجنسيات تحت مسمى حلفاء، وهي تتزعم محور الشر للتدمير والخراب، لأنها المحرك الأساس في إشعال فتيل الحرب على أي دولة تحاول النهوض أو الانعتاق من الدوران في فلكها.
التكلفة بعد حرب العراق أنهكت اقتصادها وأي خسارة بعدها لابد من أن تتحملها أطراف أخرى ممن تدعوهم حلفاءها كما فعلت في ضرب ليبيا، قطر تدفع الأثمان وهي تحصد أرباح البترول العربي.
زرعت الشقاق بين الإخوة في حرب اليمن وهي تتفرج من بعيد تجني الأرباح من أثمان السلاح الذي تجربه بيد الغير، وتشحن النفوس لأجل مكاسبها.
عندما بدأ مشروعها يفشل استدارت لتصريحات عدم اهتمامها بما يحصل، وأنها تبتعد عن منطقة الصراع، لكن عندما لاح في أفق الجامعة العربية عودة جلوس سورية على مقعدها، وضح رفضها على لسان المتحدث باسم خارجيتها، شريك القتل، فيدانت باتيل، فذلك يؤلمها.
لذا تتذرع لبقائها في سورية والعراق، بمحاربة الإرهاب ملتحفة بعباءته، رغم النداءات الأممية والدولية المختلفة التي تطالبها بإعلان استراتيجيتها للخروج من الأراضي السورية والمنطقة برمتها.
بعد فشل مشروعها الصهيو أمريكي (الشرق الأوسط الجديد) ومد يدها إلى من ادعت أنهم شركاؤها من العرب الذين حاول الكيان الصهيوني التقرب منهم لتحقيق مصالحه ومصالحها، وضمان أمنه أمام ما يواجهه في الداخل الفلسطيني، لعله يصل إلى مبتغاه في استصدار النسخة الأخيرة من الدولة اليهودية، لاعباً على حبال الإبراهيمية ووحدة الأديان كبديل لما دعي بصراع الحضارات مرة وحوار الحضارات أخرى، مصطلحات العدو جاهزة يطلقها لتميل الكفة إلى جانبه في المواقف الدولية والسياسية الهامة، حلفاء أمريكا كما ساهموا معها بضرب ليبيا، وأخذت بهم لضرب اليمن، على أنهم شركاؤها، باتت تشتاط غضباً وهي ترى أن الخيوط تقطعت من أصابعها.
الحرب اليمنية على وشك الحل، العرب يمموا وجوههم شطر دمشق فلابد للإخوة من غلبة الدم يجمعهم، الحرب الأوكرانية لم تعد مساراتها كما أرادتها أمريكا.
لابد من إشعال فتيل حرب في مكان آخر، على حين غرة اشتعلت الحرب في السودان، نار في هشيم، مشهد يتصدر فيه الحدث عناوين الصحافة، ويكون الخبر الأول، ما يأخذ الأنظار بعيداً عن خسارة مشروعها في سورية، بعد الإعلان عن الاجتماع الرباعي العسكري في موسكو بحضور سورية.
بدأت أمريكا تشعر أنها تخسر حلفاءها، فهل يمكنها الإبقاء على البعض إن دعتهم شركاء، وَهْمٌ محضُ خيال.