أحيت مياه الأمطار في مختلف المحافظات آمال الجميع بموسم جيد، وفصل ربيع يمنحهم فرص التنزه بين الأشجار الوارفة ومختلف النباتات والورود التي تعطي الأماكن والحدائق العامة جمالية تروق للجميع زيارتها والتمتع فيها.
إلا أن التلوث البيئي بات من أخطر الكوارث التي نواجهها، بحيث تفقد الطبيعة قدرتها على أداء دورها في التخلص الذاتي من الملوثات بالعمليات الطبيعية، وذلك نتيجة ما يحدث من خلل فيها، ونعيش في بيئة مليئة بالملوثات التي تحيط بنا من كل جانب، نستنشقها من الهواء، ونمشي فوقها على الأرض.
حدائقنا والتي وجدت لمدلول هادف ونبيل، وهو تنفس سكان الأحياء فيها في أوقات فراغهم ومناسباتهم -أحياناً- وتعطي صورة حضارية تسهم في تلطيف أجواء المدن وتضفي عليها حللاً جميلة في الحياة والصحة العامة، باتت غير مقبولة ولا معقولة لتلك المناظر التي نشاهدها فيها.
تلك المساحات من الحدائق والتي صرفت مبالغ كبيرة في عملية إنشائها، أضحت ترسم لوحة مشوهة مؤذية في مدن جميلة نريدها أن تكون الأجمل، وأصبحت تشبه الأماكن المهجورة وتراكمت فيها الأوساخ والحجارة والأعشاب الضارة وكل ما لا يخطر على بال أحد مشاهدته، مساحات شاغرة مهملة شوّهت المنظر الجمالي، من دون الحديث عن المرافق الترفيهية التي تبقى غائبة كما يطمح له قاطنو المناطق.
لابد منا اليوم أن نسعى جاهدين للحفاظ عليها وعدم العبث بها، فقد أصبح من الأمر العاجل على الجهات المعنية المسؤولة إنهاء تلك المناظر والمشاهدات غير المرضية، والبدء بتنظيم وإزالة الأنقاض والمخلفات وغيرها، وزراعتها بالأشجار بمختلف أنواعها، وبمساحة كبيرة بالعشب ليتحول المكان إلى مساحة خضراء تمثل متنفساً للقاطنين والزوار، ولا ننسى أهمية توعية المواطنين بأهمية المحافظة على تلك المساحات في حال وجدت.
السابق