الثورة – رشا سلوم:
كثيراً ما نردد أن علم النفس قد بدأ مع فرويد الطبيب الذي ملأت شهرته العالم، ولاسيما في نظريته حول الدوافع، وكتبه حول الهستيريا والليبيدو والجنس وغيرهما، وقوله أن الدافع الجنسي هو أقوى الدوافع.
وقد أعاد كل شيء إليه..
ولكن في هذا التنظير الذي نردده الكثير من الظلم لعلماء أسسوا لعلم النفس بشكل مباشر أو غير مباشر…
و لاندري لماذا الإصرار على فرويد ليكون النقطة الأساس، ويتم نسيان علماء آخرين مثل آدلر ويونغ وغيرهم.
وحتى يتم نسيان العلماء العرب مثل فاخر عاقل..
ثمَّة كتب تهتم بتاريخ علم النفس تصدر تباعاً، وقد صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
كتاب (موجز تاريخ علم النفس المعاصر)، تأليف: د. بدر الدين عامود.
المهمة المركزية لهذا الكتاب هي التعريف بأهم الأفكار السيكولوجية عبر محطات حركة الفكر البشري وصولاً إلى أواسط القرن التاسع عشر بهدف تزويد القارئ بتصور واضح قدر الإمكان حول هذا الشطر من التراث البشري الذي كان منطلق روّاد علم النفس لدى صياغة نظرياتهم مع مطلع القرن العشرين، وما أدخله أتباعها وأنصارها عبر هذه الفترة التي تفصلنا عن ظهورها من تعديلات عليها لتجاوز نقاط ضعفها وتصويب تعاليمها في هدي مستجدات النشاط الثقافي، ومعطيات الممارسة العلمية.
ليس بالوسع الادعاء بكمال ما يقدم في عمل كهذا والزعم بأنه قيل فيه كل ما يجب أن يقال حول ماضي علم النفس الطويل، وتاريخه القصير نسبياً، لاستحالة وصف ما ينتجه البشر بالكمال، وصعوبة إدراك غاية قول كل ما يطمح المرء أن يقوله بشأن موضوعات اهتمامه، لذا فقد اقتصر الحديث عن الماضي على أبرز ما قدمه أعلام الفكر البشري من آراء في النفس، وعن التاريخ على أهم النظريات والمدارس والاتجاهات السيكولوجية، التي كان لتعاليمها دور هام في تطوير كثير من ميادين النشاطات البشرية، الخدمية والإنتاجية، وإغناء خبراتنا حول المظاهر النفسية عند الإنسان بشكل خاص في شتى مراحل حياته ومواقعه في المجتمع، وأساليب وأدوات تطوير سمات شخصيته على نحو متكامل ومنسجم من أجل رفاهيته وتقدّم مجتمعه وازدهاره.
كتاب (موجز تاريخ علم النفس المعاصر)، تأليف: د. بدر الدين عامود، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023.