زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية على رأس وفد وزاري سياسي واقتصادي رفيع المستوى تشكل منعطفاً مهماً في تاريخ العلاقات السورية الإيرانية وعلى صعيد المنطقة التي تشهد تطورات ومتغيرات كبيرة تستوجب المزيد من التعاون والتنسيق الذي يحقق مصالح الشعبين في البلدين الصديقين، ويزيد من متانة الشراكة في محاربة الإرهاب وتقوية دول محور المقاومة.
أهمية الزيارة أنها جاءت بعد اثني عشر عاماً من الحرب العدوانية الإرهابية على سورية، وكذلك الحرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقد حقق كلا البلدين النصر على محور الشر المتمثل في الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية وإرهابهما ومشاريعهما التقسيمية.
وبالتالي فإن الزيارة تؤكد على الخيارات الاستراتيجية لكلا البلدين في محاربة قوى العدوان والإرهاب ومن شأنها أن تبعث برسائل لهؤلاء المحتلين الاستعماريين كونهم فشلوا في تحقيق أجندتهم العدوانية، ولم يبق لهم سوى الأوهام بفضل التعاون والتنسيق بين سورية وإيران ودول محور المقاومة.
الدلالة الأخرى على الأهمية الاستراتيجية لزيارة رئيسي إلى دمشق ولقاء القمة مع السيد الرئيس بشار الأسد، الوفد الوزاري السياسي والاقتصادي رفيع المستوى المرافق، يؤشر إلى أن هناك العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية التي ستوقع والارتقاء بالعلاقات في كافة المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين السوري والإيراني، وبالتالي إظهار أهمية المصالح المشتركة التي تجمع البلدين الصديقين، ولاسيما أن التعاون والتنسيق في المجال الأمني ومحاربة الإرهاب بجميع صوره كان من بين عوامل القوة في تحقيق الإنجازات في الحرب على الإرهاب.
كما أن عودة العلاقات السعودية الإيرانية وسلسلة الزيارات لوزراء الخارجية العرب إلى سورية والحراك المتسارع لعودة العلاقات العربية مع دمشق تعطي لزيارة الرئيس رئيسي أهمية إضافية في ظل هذه المتغيرات، حيث ستفتح الباب واسعاً لمزيد من التعاون والتنسيق بين الدول المناهضة للهيمنة الأميركية والتوحش والعدوان الإسرائيلي، ولاسيما الدول التي تعاني من عقوبات اقتصادية جائرة فرضتها واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن الزيارة تشكل منعطفاً تاريخياً على صعيد المنطقة من شأنها زيادة التنسيق بين الدول المتضررة والمستهدفة من قبل محور العدوان والهيمنة الأميركية لمواجهة المخططات الاستعمارية وإفشالها، الأمر الذي يساعد على عودة الأمن والاستقرار والانتعاش الاقتصادي لشعوب المنطقة.