الثورة – حسين صقر:
بهدف تنمية مهارة التفكير الإيجابي والتفكير الإبداعي و البرمجة، وتنمية الشعور بأهمية العمل الجماعي و مهارة البحث لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، أقامت الجمعية المعلوماتية فرع السويداء دورات مجانية في الروبوتيك لهذه الفئة من الطلاب. في معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية و دار الرعاية الاجتماعية، وتشكيل فرق المشاركة بالمسابقات الخاصة بهذا المضمار.
وعرّف الأستاذ أيسر حاتم رئيس لجنة النشاط «الروبوتيك» بالقول: إنه فرع من فروع الهندسة التي تتضمن تصوراً وتصميماً وتصنيعاً وتشغيلاً للروبوتات، وإنشاء آلات ذكية يمكنها مساعدة الأشخاص بعدة طرق، وأشكال، موضحاً أن الروبوت يشبه الإنسان، أو قد يكون في شكل تطبيق آلي، مثل أتمتة العمليات الآلية (RPA) التي تحاكي كيفية تفاعل البشر مع البرامج لأداء مهام متكررة قائمة على القواعد.
ونوه أنه كان للجنة الإدارية في الجمعية دورمهم بإقامة مثل هذه الدورات لهذه الفئة من الطلاب بهدف تأهيلهم للمشاركة في المسابقات المحلية و الدولية، وأشار إلى مواصلتهم السعي المستمر لبناء الفرد و تأهيله، وأضاف أن الدورات لا تستثني أي فرد، و لا يوجد أي شيء مستحيل أمام إرادة الإنسان مهما كانت الظروف والمعوقات حتى و لو كانت صحية وأحياناً جسدية، و نحن نعمل لتأهيل وتدريب هذه الفئة من الطلاب حيث نعمل على وجود هؤلاء في المراكز التعليمية بشكل مواز مع أبناء جيلهم، من أجل زرع ثقتهم بأنفسهم، و التخلص من العزلة والانطواء و مواجهة تهميش المجتمع لهم،
وأكد حاتم أهمية هذه التجربة عندما قال:إنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة حيث تمّت في السنوات الماضية، و تمّ تشكيل و مشاركة فريق للمسابقات في هذا الإطار.
كما ذكر الأستاذ إيهاب التقي عضو لجنة النشاط ، موضحاً أنهم يعملون على تأهيل هذه الفئة من الطلاب أسوة برفاقهم بدل أن يكونوا عبئاً على المجتمع، فهم اليوم يتعلمون و يتدربون كغيرهم.
كما ذكر المهندس حمود عماد مدرب الدورة بأنه لمس استجابة و حب المعرفة من هؤلاء الطلاب، وأشار أن الإعاقة لا تقف بدربهم، وهم كفريق تدريب قاموا بتعليم هؤلاء على تركيب و تجهيز الروبوت و برمجته.
وأضاف عماد أن الروبوتيك وسيلة تعليمية تقنية تنمي عدداً كبيراً من المهارات لدى الطلبة، كمهارة التفكير الإيجابي للمشاركة في طرح حلول واقتراحات بالاستفادة من الذكاء الصناعي لحل و تطوير حاجياتنا بشكل عام، وكذلك مهارة التفكير الإبداعي في تركيبة ميكانيكية تلبي إنجاز المهمة التي يجب على الروبوت تنفيذها، بالإضافة لمهارة البرمجة و التفكير المنطقي لتصميم برنامج الروبوت للعمل بكفاءة وأحسن حال و أقل زمن.
ونوه على تقديمها مهارة العمل الجماعي كفريق عمل لمجموعة الطلاب المشاركين، وتعزيز قدرتهم على التنسيق و المحبة والتعاون ليكون لديهم أكبر فرصة للتعلم و الفوز، فضلاً عن مهارة البحث و الاطلاع و الاستفادة من تجارب الآخرين و تبادل الخبرات.
والد أحد الطلاب قال: إن ابنه أصبح أكثر حماساً للذهاب للمركز و أخذ يفكر بحل مشكلة إنتاج الكهرباء عن طريق الروبوت لتغطية حاجة منزلهم، ولاسيما أن هذا المجال يحرض على استكشاف الاستخدامات والوظائف المحتملة للروبوتات و قد نما بشكل كبير في القرن العشرين، لذا فيمكننا القول :إن الفكرة بالتأكيد ليست وليدة اليوم.
السابق