الثورة:
تحافظ صناعة القصب على موقعها الخاص بين المهن اليدويّة الحرفية التي تشتهر بها مدينة حلب، وهناك العديد من الحرفيين الذي يعملون بها ويصنعون تحفاً وقطعاً للاستخدام اليومي، ويسعون إلى تطويرها وإدخال مواد أخرى عليها.
الحرفيّ عبد اللطيف يوسف والذي يزاول مهنة صناعة القصب منذ 15 سنة، يعمل على صناعة منتجات تستخدم في المنازل والمحالّ التّجاريّة، ويؤكد في تصريح إعلامي أنه سعى إلى تطوير المهنة بسبب حبه للأعمال اليدوية التراثية المصنوعة من القصب والخيزران، ودفعه هذا الحبّ إلى تعلّم النّحت والرّسم والضّغط على النّحاس مما ساهم في إبداع المزيد من القطع اليدوية، وقد أبدع عبر ما أنتجه كراسي وأسرّة و»ثريات» وطاولات وحوامل للمزروعات، إضافة إلى سقف مستعار ومرايا جدارية، ويشير إلى مراحل العمل التي يمر بها المُنتج، والتي تبدأ بتقشير القصب الأخضر للحصول على لون خشبيّ مميز، وتحضيره لتصنيع المنتج المطلوب بعد أن تم رسم المخطط له، لتبدأ مرحلة القص، ومن ثم الجمع وربطه وتنسيق زواياه، تليها مرحلة الطلاء.
أما الحرفيّ مالك عكّام الذي يعمل في مهنة صناعة الخيزران منذ أكثر من ستين عاماً، فأشار إلى أنه عمل على تطويرها وإدخال مادة القصب إليها، لتصنيع قطعة فنيّة تمتلك طابعاً جماليّاً يلفت الأنظار، موضحاً أنّ مرحلة صناعة الخيزران تبدأ من التّبخير ثمّ التّصنيع وجمع القطع وتثبيتها وتصنيعها وفق المطلوب.
رئيس اتحاد الحرفيين في حلب محمد حسام حلّاق أشار إلى أنّ هذه الحرفة من المهن اليدويّة التّراثيّة التي يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، إلا أنها بدأت بالاندثار، مؤكداً حرص الاتحاد السعي للحفاظ عليها.