سقف العدوان الصهيوني يرتفع على غزة، وهو دليل واضح على حالة الانتكاسة والانهزام والرعب التي تلازم المحتل الصهيوني، فمشاهد نهضة المقاومة على كامل التراب الفلسطيني، تُنذر ببدء العد التنازلي لنهاية هذا المحتل الذي يمارس كل أشكال العدوان من قتل وسرقة وتشريد على امتداد ثُرى فلسطين المحتلة.
الحصار والإغلاق الطويلان، والقصف المتواصل، جواً وبراً وبحراً، وسياسة التجويع والقتل الجماعي جعلت من قطاع غزة مأساة، وعاراً على جبين المنظمات الدولية وهي تواصل صمتها المطبق إزاء الجريمة المتواصلة بحق أكثر من مليون إنسان في مكان حوصر وقطعت الإمدادات والسبل نحوه، ومابرحت آلة العدوان تقذف بالنيران ليل نهار على البشر والحجر.
غزة الجريحة تقاوم، وتستنهض همم أبنائها.. غزة الجريحة تكتب فصلاً جديداً في سِفر التضحية، كما فعلت من قبلها بور سعيد في مصر الشقيقة.. غزة الجريحة تنهض من الرماد كل يوم، مفاتيحها دم الشهداء وقوة التمسك بالحق والأرض، بالرغم قسوة القصف ودقة الصواريخ وجحيم نيرانها.
خوف كيان الاحتلال لم يتوقف، وهو مستمر ويريد إشعال المنطقة بالكامل وتحويل ما يحصل في غزة إلى حرب شاملة تطال المنطقة برمتها وتزعزع استقرارها، وتعيدها عقوداً إلى الوراء.
ويبدو أن متزعمي الكيان ينتابهم القلق حيال مستقبل المشروع الصهيوني، الذي بدأ بالاحتضار في المنطقة مع النهوض العربي، والصحوة العربية الجلية، وصور العمل العربي المشترك التي تتجلى واضحة في المنطقة.
الكيان الصهيوني سارق وغاصب وهو يعلم هذه الحقيقة ويمارسها على أرض الواقع، ومن هنا فإن الغاصب الذي يُقدم على اغتصاب ما ليس له، يبقى في حالة خوف دائم من أن يُقدم أصحاب الحق على انتزاع حقهم منه، واسترداد ميراث أجدادهم، والآن يعيش المستوطنون حالة الرعب ذاتها التي مارسوها منذ العام 1948، وأدركوا أن استرجاع الفلسطيني لأرضه المسلوبة عقيدة راسخة ومبدأ وحق لا عودة عنه.
غزة تقاوم، وكل فلسطين تقاوم، وهذا ما يربك العدو الصهيوني فبعد سنوات طويلة من العربدة والغطرسة والظلم من جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وإراقة الدم الفلسطيني في مختلف المدن والقرى والأماكن المقدسة، ظن المحتل أن شعب فلسطين سيستسلم، وأن جذوة المقاومة ستنطفئ، لكن ما حصل هو العكس من ذلك فالمقاومة استمرت تتصدى بكل قوة واقتدار للعدوان، وهي اليوم ترسم معادلة الردع التي بات يحسب لها الاحتلال ألف حساب.
منهل إبراهيم