من يقرأ تفاصيل اللقاء الرباعي في روسيا حول سورية وتصريحات وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد والوفد المرافق له والنظرة السورية الشاملة لمستجدات الأمور وتحديداً في أثناء اللقاء مع وزير الخارجية التركي يدرك قوة الموقف السوري وثباته على المسلمات الأساسية التي دافع عنها وبذل تضحيات جساماً من أجلها والمتمثلة بالسيادة السورية على كامل الأراضي السورية وخروج القوات التركية والأميركية المحتلة ومحاربة التنظيمات الإرهابية المدعومة من هذين الطرفين المحتلين.
ربما تركيا تأخرت بقراءة المتغيرات الدولية والعربية، ولم تصلها حتى الآن رسالة النصر السوري الذي أعلن على الملأ.. وبالتالي سورية التي حاربت الإرهاب المدعوم من النظام التركي على مدى 12 عاماً لن تقبل إلا بالعلامة الكاملة، وهي الانسحاب التركي وفرض السيادة السورية على كامل الأراضي السورية.
وعلى الضفة المقابلة فإن القرار العربي بعودة سورية إلى الجامعة العربية يؤكد بدوره صوابية السياسة السورية في آلية الحل عبر الحوار وانسحاب القوات الأجنبية المحتلة من الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب وعدم التدخل الأميركي والغربي في الشؤون العربية.
وسورية كانت ومازالت الملاذ الآمن للعرب.. وهي التي وقفت معهم في أزماتهم وفتحت أبوابها وبيوتها لهم عند حاجتهم إليها.. والكل يذكر كيف تعاملت سورية مع الأزمات العربية من العراق إلى لبنان، فالكويت هي بوابة الأمن والسلام العربي وسيف الدفاع عن الحقوق العربية وهي التي ضحت وتضحي من أجل إخوتها والقضية الفلسطينية خير شاهد.
لقد أنفق الغرب مئات المليارات لإسقاط سورية وإخراجها من معادلة المنطقة ويقدر الخبراء بأن أكثر من ترليوني دولار تم رصدها لهذه الغاية وتدمير سورية، وهذا الرقم كفيل بتدمير إمبراطوريات كبرى إلا أن سورية التي حاربت الإرهاب بالإيمان والتصميم بناء على قناعة أن الإرهاب الدولي سيتعدى الحدود السورية ليشمل المنطقة بكاملها بل يتعداها إلى العالم أجمع، قطفت ثمار ذلك بالحفاظ على وحدتها وسيادتها على أراضيها.
وها هي اليوم أكثر حفاظاً على ثوابتها ومسلماتها الأساسية بحكمة قيادتها وقوة وبسالة وتضحيات جيشها ومقاومة شعبها، أما التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود والانفصالية التي طعنت بلدها في الظهر وساعدت الدول الراعية والداعمة للإرهاب ومارست دور العميل الخائن، فلن يكون مصيرها إلا الاندحار والخذلان والأيام القادمة ستكون الشاهد.