ثورة أون لاين:
قدمت الأديبة لميس بلال في روايتها الثانية التي حملت عنوان “إذا سورية سألت” محورين أولهما سياسي والثاني اسطوري تخييلي إضافة إلى قصة معاصرة لفتاة وحيدة في المجتمع تحاول بناء حياتها كما ترغب وتبحث عن الحب بشكله الفطري دون مصالح أو غايات فقط من أجل العطاء والبقاء والاستمرار.
وتقول الكاتبة الشابة إنها لم تخرج في هذه الرواية عن محور الأنوثة المقدسة والتي تطابق في نظرها السلام والأمومة والاستقرار والطفولة وتنحرف بشدة عما يعرف هذه الأيام عن الأنوثة المكافئة لرغبات الرجال وما أرادوه لها بعد استلاب إرادتها ووعيها وفتح مسارات وحيدة لعيشها على هواهم وكما يوافق مصالحهم الغريزية والفكرية.
ولا تقصد في كتاباتها أن تحشد حقداً نسوياً ضد الرجل المستبد كما غلب على كتابات النساء منذ القرن الماضي بل على العكس تحاول أن تقدم صورة جديدة لرجل وامرأة متكافئين متعادلين ندين يحرض كل منهما الآخر لابتكار عوالم جديدة أو استعادة عوالم بدائية كانت سعيدة لخلوها من الظلم والتعدي واستخدام القوة.
في رواية “إذا سورية سألت” ناقشت بلال الأحداث الحالية في سورية من خلال نقل صورة تسجيلية مبسطة جداً لحياة الناس في سورية أثناء الأزمة محاولة أن تربط ما يحدث بأصل المشكلة كفقدان الروح و استعلاء المادة وإلغاء القيم المتوارثة دون استبدالها بما ينوب عنها كما ربطت كل شيء بما تعرضت له الأنثى منذ أزيلت من الكتب القديمة بفعل فاعل كما في أسطورة ليليث.
وتوضح الكاتبة أن ليليث هي أسطورة المرأة التي خلقت من تراب كما خلق آدم لتكون له رفيقةً وسنداً لإنشاء الكون ثم خرجت عن أوامره فاستعطف ربه أن يهبه رفيقة أخرى لها شكل ليليث نفسه لكنها لا تتمرد وكانت حواء من ضلعه تابعةً له ورفيقة تنفذ أوامره ولا تخرج عن سلطته.. خرجت حواء من الجنة وفق الأسطورة وتبعها آدم ليعمرا الأرض ويملأاها بالحياة مشيرة إلى أنه يمكننا أن نرى هذه الأسطورة كما هي في جميع الكتب باستثناء ليليث التي جندت بعض الأقلام في الماضي لتشويه صورتها الرمزية وتحويلها إلى مسخ أو شيطان جالب للشر أو أفعى ثم أزيلت تماما.
وترى بلال أن روايتها لم تنل الاهتمام الذي تستحقه وهذا أمر متوقع في بلادنا حيث تقع مسؤولية الطباعة والنشر والتوزيع والترويج على عاتق الكاتب نفسه لافتة إلى أن نسخ الرواية التي طبعتها مكدسة عندها في البيت ولا مكان ترسل المهتمين إليه ليحصلوا عليها مشيرة إلى انها تبحث عن مشروع فكري جديد لتحمله روايتها القادمة.
وعن رأي الشاعر مجد إبراهيم بالرواية قال “إن الرواية أعلاء لشأن الأنثى واستحضار رموزها” مشيرا إلى أن هذا الإعلاء لم يكن من خلال انتقاص قيمة الرجل بل من خلال إعادة القيمة الحقيقية للأنثى.
ولفت إلى أن الكاتبة أثارت في روايتها مفاهيم فلسفية مثل مفهوم الزمن الدائري كما أثارت مفاهيم دينية منها فكرة المخلص من خلال اختيار الأخضر لحضور الوالد الغائب في الأسطورة.
كما حاولت الكاتبة برأي ابراهيم كسر الإيهام من خلال وضع القارئ أمام الواقع السياسي الحالي أو السابق بذكر أسماء زعماء وقادة ما زالوا حاضرين في ذاكرتنا أو في حياتنا الآن والنأي قدر الإمكان عن التصريح باصطفاف إلى جانب طرف دون الآخر مع إعطاء كل طرف حقه في ذكر الإيجابيات والسلبيات والاصطفاف النهائي إلى جانب سورية.
المصدر- سانا