نشرت “أوراسيا ديلي” مقالا عن الأسباب التي أدت إلى تحول الصين عن الولايات المتحدة نحو روسيا.
وجاء في المقال: لو لم يصل فلاديمير بوتين إلى السلطة في روسيا، لكان تحول الصين الجيوسياسي عن الولايات المتحدة نحو أوراسيا أمرا مستحيلا. صرح بذلك الباحث في الشؤون الصينية، نيكولاي فافيلوف، في مقابلة نشرت في 26 ديسمبر، على قناة “فيليبوفسكي13“.
ووفقا لفافيلوف، لو لم تقم روسيا ببناء وإطلاق خط أنابيب النفط الروسي “شرق سيبيريا – المحيط الهادئ” في العام 2009، الذي يضمن تدفق النفط إلى الصين، لكان تحول الصين مستحيلا. وقال: “من دون ذلك، كان الأسطول الأمريكي سيغرق أي محاولة للخروج من القناة الأمريكية”، مشيرا إلى أن 95٪ من تجارة النفط والغاز في الصين وحركة الواردات تتم عن طريق البحر.
وأوضح فافيلوف أن أسباب مثل هذه المراجعة الواسعة النطاق التي قامت بها الصين لاستراتيجية السياسة الخارجية، ترجع إلى خصوصيات الصراع السياسي الداخلي في البلاد.
وبحسبه، يمثل زعيم جمهورية الصين الشعبية الحالي، شي جين بينغ، “مجموعة قوة ذات سيادة داخل الجيش”، مسارها “معادٍ بشدة للولايات المتحدة” ويتعارض مع مسار قادة الصين السابقين، وعلى وجه الخصوص، “مجموعة الكومسمول التي تراهن على الحزب الديمقراطي الأمريكي”.
وقال: “شن شي جين بينغ حربا داخلية للقضاء على جماعات الضغط الأمريكية، وعلى الاقتصاد الأمريكي الموجود، في الصين وفي الولايات المتحدة في الوقت نفسه. في الصين، نرى أن تدفقات الصادرات تتجه جزئيا نحو أوراسيا، بينما في الولايات المتحدة نرى تدميرا لقيمة أسهم جميع الشركات الصينية المدرجة في بورصة نيويورك”.
انطلاقا مما سبق، قال فافيلوف، إنهم يتحدثون اليوم عن تايوان على هذه الشاكلة: يقولون، هذا (أي موقف بكين الصارم بشأن إعادة الجزيرة إلى سيطرتها) سوف يضر بالعلاقات الصينية الأمريكية. ويتساءلون: فـ”إذن، أليس هدف شي جين بينغ إلحاق أكبر قدر من الضرر بالعلاقات الصينية الأمريكية؟”، وأضاف أن تايوان في هذا السياق تمثل “انتصارا جيوسياسيا هائلا لروسيا”.