لم تكن العروبة يوماً إلا مشروعاً ثقافياً وحضارياً وإنسانياً يجمع الأمة الممتدة من الماء إلى الماء ويصون مصالحها ..
لهذا لم يتنكر السوريون أبداً لها حتى وهم في أصعب مراحل مواجهة الإرهاب، بل كان الرأي السوري السديد أن العروبة حصن الجميع، ولا يمكن لأي ظروف طارئة مهما كانت قاسية ومؤلمة أن تهز إيماننا بموقفنا هذا.
وقد عبر عن ذلك السيد الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة وظلت البوصلة السورية في الاتجاه الصحيح.
وها هي الوقائع تثبت صحة ذلك، فالمشهد العربي الذي يلتم في جدة حيث ستعقد القمة العربية يدل أيضاً على أن التضامن العربي هو الأساس والموقف الذي يجب أن ننطلق منه.
دمشق كانت وماتزال تعطي العروبة معناها، وهي قلبها النابض الذي يعيد رسم مشهدية الأمل بفجر عربي جديد.
دمشق كانت وماتزال قبلة العرب، وترتقي إلى التعبير عن كل ماهو نبيل وسام لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنيته.
بهذا التكاتف والتعاضد الذي نراه يتجلى لنا بشكل واضح أن العروبة تعني الأصالة والتشبث بالأرض التي هي حالة كينونة وهوية أصيلة متجذرة في الزمان والمكان والثقافة.