إلى يوم التاسع عشر، حيث تعقد القمة العربية في جدة ترنو الأبصار.. فهو يوم ليس كباقي الأيام.. فما سيترتب على القمة من نتائج سيغير مسار الأحداث السياسية والاقتصادية والدبلوماسية برمتها، وسيكون لها الكثير من التداعيات، وفي كل المجالات، لذلك فما بعد هذا اليوم، لن يكون كما قبله أبداً.
صحيح أنّ القمة العربية، وهي الحدث، والتي ستعقد بعد ٣ أيام لها أهميتها العظمى، كونها ستطرح على الطاولة كل الملفات التي تهم شعوب المنطقة، وقضاياهم المصيرية، والآليات التي من شأنها تحسين ظروفهم الحياتية والمعيشية، ولكن ما يعطيها وزنها الاستراتيجي الأكبر، هو عودة سورية إلى حضنها العروبي الدافئ، وحضورها اللافت، ومشاركتها البناءة والإيجابية في الاجتماعات التحضيرية للقمة، وما يثلج الصدور أيضاً هو تلك المشاهد واللقطات المؤثرة للقاءات الوفد السوري مع بقية الوفود العربية، والأجواء الحميمية التي تخيم على المشهد ليكون التلاحم والتضامن العربي هو العنوان العريض والأبرز.
سورية من جديد تعود إلى الصدارة، لا لتكون قلب الحدث فحسب، وإنما لتكون بوصلته أيضاً، ولتكتب على صفحات التاريخ بأنها وأشقاءها العرب تمكنوا من تحدي المساومات، وبأنّ سورية مع أشقائها في خندق واحد في مواجهة التهديدات، حتى يعمّ الأمن والسلام، ويقطف ثماره جميع شعوب المنطقة من دون استثناء.