الثورة – علا مفيد محمد:
مبادرة تحدّي القراءة تعدّ من أهم المبادرات التنافسيّة المعرفية على مستوى الوطن العربي لتنمية شغف المطالعة لدى النشء وغرس ثقافة القراءة لديهم بحيث تصبح عادة يومية فتنمي أفكارهم ويسهم في توسيع مداركهم ويعزز قدراتهم ومهاراتهم الفكريّة والإبداعيّة.
ولأنّ تحدّي القراءة العربي يستهدف طلبة المدارس من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثاني الثانوي، وتستعد أغلبية مدارس الوطن للمشاركة في التصفيات الأولية للمسابقة.
ومن بينها مدرسة (محمد علي الجزائري) للمرحلة الابتدائية التي شهدت إقبالاً وحماساً غير مسبوق من طلابها للمشاركة في المسابقة .
فقد عبّرت مديرة المدرسة السيدة منى محمود «للثورة»عن سعادتها بالمشهد الذي فاجأ الكادر التعليمي في المدرسة بقولها: إنّ تحدي القراءة هو تحد لصنع حضارة تبدأ بتنوير العقول عبر الكتاب.. هو تحدٍّ لنا جميعاً لرفع الوعي بأهمية اللغة العربية وإعادة إحياء عادة القراءة لدى الطلبة و تكريسها أسلوب حياة وخلق أجيال مثقفة، لذلك لم يقتصر على تواصلنا مع المعلمات واعتمادنا عليهم في نقلهم للطلاب إعلان المشاركة في المسابقة، بل عمدت بنفسي إعلانها لطلابي، وهم مجتمعين في ساحة المدرسة صباحاً لأتأكد بأن الإعلان وصل للجميع حتى لا يُحرم أي طالب من هذه الفرصة في حال كان لديه الرغبة.
وبعدها كان المشهد الذي أنعش صدورنا ولاسيما أنّ أعداداً كبيرة من الطلاب تجمعوا يودون المشاركة في مسابقة تحدي القراءة ويطلبون استعارة الكتب من مكتبة المدرسة.
شروط التحدي
وبيّنت محمود أنه بعد ذلك بدأت شروط وتعليمات التحدي تصل إدارة المدرسة من مديرية تربية دمشق عن طريق الأستاذ باسم الحاج مدير التعليم الثانوي الذي كان مشرفاً ومنسقاً لجميع مراحل المسابقة ومتابعاً لنا خطوةً بخطوة شارحاً كل ما قد يكون مُبهماً علينا في التعليمات.
كما أوضحت: بأن التحدي بدأ على شكل منافسة للقراءة باللغة العربية، يشمل خمسين كتاباً يتدرّج خلالها الطلاب المشاركون عبر خمس مراحل، لكل مرحلة جواز تحدٍّ لها، يتضمن قراءة عشرة كتب يختارها الطالب بإرادته بما يُناسب عمره ويجذب انتباهه، وتلخيص هذه الكتب ضمن هذا الجواز موضحاً فيه الطالب كلاً من اسم الكتاب، اسم المؤلف، عدد الصفحات، وأخيراً ملخص الكتاب، وفكرته في عدة أسطر.
ليُعرض بعدها الطلاب المشاركون على اللجنة الفاحصة المكونة من معلمة اللغة العربية ومرشدتين اجتماعيتين، بالتعاون مع منسقة إعلامية بجهودها سهّلت علينا جميع خطواتنا.
اللجنة المشرفة
وبالحديث مع معلمة اللغة العربية سميرة عباس أحد أعضاء اللجنة أوضحت: أنّ دورها كان التدقيق على القواعد الإملائية ومخارج الحروف والنطق السليم للأحرف اللثوية إضافة إلى مجموعة أسئلة حول سبب اختيار هذا الكتاب أو القصة والاستفسار عن عدد صفحاتها واسم الكاتب وما العبرة من الكتاب والفكرة الأساسية منه.
ومن جانبهما تحدثت كل من المرشدتين الاجتماعيتين لبنى الخالد وميناس عبد الله عن دورهن في قراءة شخصية الطفل من خلال إلقائه، وتأثير هذا الكتاب عليه ومعرفة الإفادة التي حصل عليها بقراءته هذا الكتاب، وتشجيعه على الاستمرار بالقراءة حتى إن لم يكن الفوز حليفه.
وحالياً تتابع اللجنة مع الطالبات الناجحات بالتعاون مع الدور الكبير للأهل في تعزيز الثقة بالنفس والجاهزية للإجابة على أي سؤال وتدعيم القراءة والنطق السليم والصوت الواضح ومنحهم جرعات أكثر من التشجيع.
المراكز الأولى
وأشارت مديرة المدرسة السيدة محمود : أنه ترشح من مدرستهم ( محمد علي الجزائري) ثلاثُ طالبات احتلوا المراتب الثلاث الأولى، من بينهم الطالبة جوري عهد كحيلة من الصف الرابع، والتي بَدت فخورة بحصولها على المركز الأول.
وعن سبب مشاركتها قالت «للثورة»: عندما رأيت الاحتفال بصديقتنا شام البكور تمنيت أن يفخر بي أهلي، وأن أرفع اسم بلدي فأنا أحب القراءة والتعرف على الشخصيات في القصص والروايات، وكنت كل يوم أنتظر سماع القصة التي عودتني أمي أن تحكيها لي قبل النوم، إضافة إلى تشجيع أمي وأهلي والكادر التدريسي في مدرستي، ولاسيما المديرة ودعمهم لي للاستمرار والنجاح.
صعوبات التحدي
وأما إذا ماواجهتها صعوبات أجابت الطفلة جوري: أحياناً كنت أشعر بالتعب وأنا ألخص القصة لأن التلخيص يحتاج لدقةٍ كبيرة وتركيز عالٍ، وكنت أعود دوماً لأسأل أمي، ولم أفكر بالإنسحاب لأن تفكيري بالنجاح كان أقوى فكان يدعمني باستمرار.
يذكر أن وزارة التربية قد أعلنت عن فتح باب المشاركة للطلاب لمبادرة تحدي القراءة العربي التي أطلقتها دولة الأمارات العربية المتحدة سابقاً.