أكثر من ثلاثة ملايين تلميذاً وطالباً من مختلف المحافظات السورية في الصفوف الانتقالية، توجهوا اليوم إلى مدارسهم لتقديم امتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي، بعد عام دراسي بذلت فيه كثير من الجهود التشاركية من قبل جميع الجهات لإنجازه بالشكل المطلوب، من حيث الاستقرار والتكامل في جميع جوانب العملية التربوية والتعليمية.
وكما كل فترة امتحانية سواء كانت امتحانات صفوف انتقالية، أم شهادات عامة تحرص التربية على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة عبر مختلف مديرياتها في المحافظات، بغية إنجاز هذه الامتحانات وفق الخطط الدرسية المقررة لكل عام دراسي، حتى مع كثير من الصعوبات والإشكاليات التي تعترض سير العملية الدراسية في تفاصيلها المتعددة الأوجه.
إذ لطالما واجهت المدارس صعوبات عدة فيما يتعلق بالكوادر والمناهج، وتأمين المستلزمات التي تحتاجها، لاسيما منها المدارس التي عادت للخدمة بعد إعادة تأهيلها وترميمها جراء خروجها من الخدمة خلال سنوات الحرب والأزمة على سورية.
إضافة لتوقف العملية التعليمية في مدارس عدة في المحافظات والمناطق التي أصابها الزلزال الذي ضرب سورية شباط الماضي، وما سببه من خسائر وأضرار كبيرة في الأرواح والبناء، وانقطاع الطلاب عن مدارسهم المتضررة، وما أحدثه هذا الانقطاع من خلل في تحصيلهم التعليمي، وفي سير خطط الدراسة وإنجاز مقررات المواد كافة، وصعوبة المتابعة، حيث الآثارالسلبية والنفسية الكبيرة التي عانى منها كثير من الطلاب المتضررين من هذا الزلزال.
كما أن تنفيذ استراتيجية تعويض الطلاب وما فاتهم تعليمياً بعد إنجاز البيانات والإحصائيات المتعلقة بالمعلمين والطلاب المتضررين وأوضاعهم من مختلف النواحي، عبر العمل على موضوع تعويض الفاقد التعليمي بهدف تجاوز ما حدث من خلل في الخطة الدراسية قدر الإمكان، ومواكبة سير هذه الخطة في بقية مدارس المحافظات الأخرى، لم يشمل جميع الطلاب، ليستمر انقطاع البعض حتى نهاية العام.
وكون الامتحانات الانتقالية لا تقل أهمية عن باقي الامتحانات العامة، لاشك تحتاج لعمل مكثف من قبل الكوادر التربوية والتعليمية، والأخذ بعين الاعتبار مجمل الاشكاليات والتباينات في الفروق التعليمية للطلاب بين المدارس، بما يحقق أفضل النتائج في المحصلات الدراسية، لمن هم بالعلم والأمل يصنعون مستقبل سورية الذي ترنو إليه كل العيون.