الثورة – رنا بدري سلوم:
كما هو شائع لدى البعض عند انتهاء صلاحية دواء ما، تتم سقايته للزرع، لكن عند الصيدلانية والشاعرة أسمهان الحلواني الأمر مختلف تماماً، فقد شكلت من أدوية منتهية الصلاحية لوحة زيتية،
وفي تصريحها لصحيفة الثورة بينت أن اللوحة رسالة تعبر عن واقع حال الصيادلة في ظل الظروف الصعبة التي يعانوها، وأن الأدوية منتهية الصلاحية عادة يتم إتلافها منعاً لتسبب أي ضرر كحالة احترازية، واللوحات المصنوعة من الأدوية لا تعيش طويلاً لكنها تترك أثراً في نفوس الناظرين لها، مبينة أن الفن والأنسنة حالة جمعية لا يمكن فصلها.
تقول: “حين يصل بك الحس الجمالي إلى النقطة الأبعد من إيقاظ الحياة وتوسّل النور حتى ممن فقد بريقه، فإن لوحة زيتية من حبات الدواء في حالة وعي، كأنها فراشة تخرج من شرنقتها والعنقاء من رمادها و تعانق اللون”، مشيرة إلى أن اللوحة رسالة موجهة إلى شركات الأدوية التي ساهمت بصنع الجمال، حين ساهمت بانتهاء مفعول الكثير من أدويتها على الرّف بفضل سياسة التحميل على ما هو مقنن، موجهة الحلواني تحيتها لزملائها الصيادلة الذين عاشوا مراحل الصمود في هذا الخضم من تقلبات الأسعار واستنزاف رأس مال الصيدليات، وختمت حديثها بالقول: وحده الألم الذي نتعلم معه المداواة والأنسنة في كل لحظة.